دور مؤسسات التعليم في بناء رأس مال بشري
The role of educational institutions in building human capital according to the requirements of the twenty-first century
المركز الديمقراطي العربي
مقدمة الكتاب
نتيجة لما يمتاز به القرن الحادي والعشرون بتطوّرات عدّة في جميع جوانب الحياة الإنسانيّة، من الناحية المعرفيّة، والتّكنولوجيّة، والتّعليميّة، فضلًا عن مهارات الحياة جاءت فكرة هذا المؤتمر.
فالعالم يعيش اليوم في عصر المعرفة والمنافسة الاقتصاديّة والتّكنولوجيّة بين الدول، وهذا يؤدّي إلى حاجة المنظّمات إلى موظّفين يمتلكون مهاراتٍ تمكّنهم من العمل والحياة معًا، والاعتماد في التّواصل مع الآخرين على التّقنيات الحديثة. وهو ما يُسمّى بمهارات القرن الحادي والعشرين، إذ تواجه البشريّة في هذا القرن تحدّيات كثيرة، سواءً في المجتمع كالتّغيّرات المناخية، وظهور بعض الأمراض والأوبئة الجديدة، أو في الاقتصاد حيث نشهد أيضًا تغيّرات كالابتكارات، والاختراعات، والمنتجات الجديدة، فضلًا عن التحدّيات على المستويات الشّخصيّة، وأهمّها إمكانيّة الحصول على الوظيفة الّتي تُحاكي طموح الفرد وتساهم في حصوله على السّعادة والاستقرار معًا.
ولمواكبة هذه البيئة السّريعة التّغيّر والكثيرة التعقيد، هناك عدد من المهارات الّتي تتيح لمالكها التّعامل مع كافّة التّحوّلات الّتي سبق ذكرها، علمًا أن هذه المهارات ليست وليدة هذا القرن فحسب، بل هي امتداد للمهارات الأساس الّتي كان يمتلكها الفرد في الماضي، وذلك بسبب عدم إغفال مهارات القرن الحادي والعشرين للمهارات القديمة، لا بل أُضيف إليها ما يُمكّن الفرد من العيش بصورة أكثر كفاءة في زمنٍ أصبح كثير المطالب من المهارات والكفايات المتجدّدة.
إنّ هذا القرن الّذي يعتمد على المعرفة واقتصادها، يتطلّبُ إعداد أجيالٍ من المتعلّمين الّذين يمتلكون المهارت اللّازمة لاكتشافها، واستعمالها، والمشاركة فيها، والإضافة إليها، وذلك لا يتحقّق إلّا من خلال المؤسّسات التّعليميّة. لذلك، فإنّ التّعليم ، وفي ظلّ كلّ هذه المتطلّبات، أمام تحدّياتٍ كبيرة، لا سيما استيعاب العلوم والتّكنولوجيا ورفع المهارات والكفايات المهنيّة وتطوير المجتمع ليصبح مجتمعًا للمعرفة حتّى يتمّكّن من التّنافس في سوق العمل العالميّة، كما أنّ التّعلّم المستمرّ مدى الحياة هو الصّيغة المطلوبة الّتي لا بديل عنها للجميع.
والتي يرتبط بها اقتصاد البلاد لأنّه من أهمّ الوسائل الأساسيّة الّتي تضُخُّ في سوق العمل عددًا من العمالة الّتي من المفترض أنّها أُعِدّت بالطّريقة المطلوبة لمواكبة مهارات القرن الواحد والعشرين، ولأنّ التّعليم مؤسّسة تجتمع فيها الخبرات والمعارف والمهارات، فهو يتحمّل مسؤوليّة إعداد الأجيال لخدمة المجتمع في كافّة فروع العلوم، والمهن، والمهارات، ونشر المعرفة المتخصّصة وتطويرها، إذ تتنوّع مؤسّساته لتشمل الجامعة، والكلّية، والمعهد الجامعي.
رابط الكتاب
اضغط هنا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الديمقراطي العربي