إدارة القرن الواحد والعشرين - القيادة و الابتكار في اقتصاد الفكر
تأليف : ماتس لیند جرين
Mats Lindgren
ترجمة : هبة عجينة
نشر : المجموعة العربية للتدريب والنشر
2015
مقدمة مؤلف الكتاب
تطورت فكرة كتابة هذا الكتاب على مدار أعوام عديدة. عندما تركت عملي كمهندس باحث في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهوم في منتصف التسعينيات بعد فترة قصيرة ولكن مكثفة كباحث في البيئة وكمدرس، کرست حياتي للمستقبل. لم أدرك ذلك حينها ولكن بتأمل الماضي فإن هذا الأمر واضحا
في منتصف الثمانينيات، أسست شركتي الخاصة وبدأت الكتابة عن اتجاهات وأساليب إدارة شركات ومؤسسات في بيئات عمل فوضوية والحديث عنها وطلب استشارة بشانها وضعت منهجية لإعداد مجموعات تضم مفکرین للمستقبل أكثر ابتكارا، وللفصل بين المحتمل والمفضل والمستقبل الممكن وللفصل بين التنوع والابتكار والتفكير المتقارب والتحليلي ولتحويل الاتجاهات والسيناريوهات إلى أفكار وأفعال، درست تاريخ الرؤى والتصور وضرورة وجود رؤى للفيم في المؤسسات، وجمعت بين بحثي وتجربتي من خلال الاستشارة لتأسيس منهج غرف فيما بعد به TAIDA) حاولت أيضا جاهدا لمواكبة أحدث الاتجاهات وكتبت كتب عن موضوعات متنوعة مثل مستقبل تكنولوجيا المعلومات ومستقبل العمل وأنظمة القيم المتغيرة بين الأجيال الشابة
أدركت بعد حوالي عشرة أعوام من ترك عملي في المعهد الملكي للتكنولوجيا أن الوقت قد حان الشيء جدید، تأسست شركة کایروس فيوتشر، شركة للاستشارات الاستراتيجية تعتمد على النظرة الاستراتيجية، وسريعا ما کنا فريقا صغيرا نقوم تقريبا بنفس نوع العمل الذي كنت أقوم به وحدي، ولكننا كنا أيضا قادرين على النمو، وكير الفريق حتى أصبح شركة جمعا العملاء حول موضوعات مستقبلية استراتيجية مثل مستقبل الإنترنت والإنترنت الجوال والتسويق المستقبلي والقيادة والمدارس وأنظمة القيم العالمية والجامعات ومبيعات الأعمال، كما ساعدنا عملاء على فهم التحديات المستقبلية أو على تحسين التهم الإبداعية.
وبمرور الوقت، كان لدي حافزا ينمو تدريجيا لاختبار الافتراض الذي وضعته بشأن محركات الأداء بصورة علمية وفي أواخر التسعينيات التحقت برنامج للدكتوراه حيث ركزت رسالتي على محركات أداء استراتيجية في بيئات عمل فوضوية. كان ذلك قريبا ل "المستقبل" بالقدر الذي سمح لي به أستاذي - باتريك جوینت في كلية هيئلي للإدارة - وأنا ممتن النصيحته الحكيمة، أثارت الرسالة تيارا جديدا للبحث واستشارة تعتمد على الأبحاث داخل الشركة. لم تعد تقيم نصائحنا وخدماتنا الاستشارية على أبحاث ثانوية وتجارب استشارية فحسب، وخطوة خطوة أعددنا بحثا مهما عن محركات الأداء في مجال الأعمال الحالي غير المستقر وأخيرا جمعنا النتائج في فكرة متكاملة عن رئاسة الشركات والمؤسسات في عالم الأعمال الحالي وإدارتها.
على مدار الأعوام توصلت إلى استنتاج أن العديد من الشركات والمؤسسات تعاني من "عجز في المستقبل"، بمقارنة المجهود الذي تبذله الشركات في إدارة الماضي، يبذل مجهود قليل الإدارة المستقبل، يبدو أننا نواجه المستقبل بأعين مغلقة في أحسن الأحوال وعادة نتجاهله أولا، بينما تتبع العديد من الشركات الكبيرة عمليات سلسة جدا للتعامل مع الأعمال المستمرة، ينبع القليل جدا عملیات مصممة خصيصا لتحديد الفرص المستقبلية وإدارتها على الرغم من حقيقة أنها أكثر العمليات التي تتعلق بصورة كبيرة باداء طويل الأمد. إن توابع هذا العجز في المستقبل واضحة على كل من مستوى الشركات والمستوى الوطني، بالتالي فإن هذا الكتاب يعد ملخصا لعقود عديدة من التفكير والبحث والاستشارة بشان العلاقة بين المؤسسة وبيئتها أو البيئة المستقبلية، إن الطموح ليس إدراك كل شيء ولكن تقدير إطار قد يستخدمه القارئ كنقطة بداية الرحلة إلى الأمام.
لقد كان الكتاب نفسه رحلة طويلة وأود أن أنتهز الفرصة لتقديم الشكر لجميع زملائي وعملائي الذين ساهموا بحماس في الأفكار والنماذج والتصورات المشار إليها في هذا الكتاب من خلال طرح أسئلة صعية وأحاديث ملهمة ومناقشات لا تنتهي على مدار الأعوام. بصفة خاصة، أود أن أشكر مساعدتي في التحریر کیرا ریبکاء التي ساعدتني في تحويل الملاحظات والمخططات والفصول غير المنتهية إلى كتاب قايل للقراءة وكذلك زميلي في البحث "جورن لجانج"، الذي كان رفيقا رائعا في العديد من المشروعات البحثية المشار إليها في هذا الكتاب. وأخيرا، أشكر زوجتي کريستينا"، التي تحملت كل أفكاري وتأخري لساعات طويلة على مدار الأعوام بصير، فبدون دعمها، لما كان من الممكن أن يوجد كتاب أو رحلة.
ماتس لیند جرين - شنغهاي، 30 نوفمبر 2011
رابط الكتاب
حقوق الكتاب محفوظة للناشر