مدونة قواعد السلوك
إعداد : الجمعية الأمريكية للإرشاد النفسي
ترجمة : أحمد نزار محمد قبيسي
نشر : المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
2021
مقدمة
تضم هذه المدونة أولا ديباجة للتعريف بالجمعية الأمريكية للإرشاد، وبقيم الإرشاد الجوهرية وهي: تعزيز النمو الإنساني، واحترام التعددية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، ونزاهة العلاقة المهنية، والممارسة بكفاءة وأخلاقية، وكلها أهداف نبيلة إسلامية كسعتها مهنيا لجميع المهن من غير قصرها على الإرشاد النفسي، مع ضرورة تفهم أن موضوع التعددية قد يقتصر في كل مجتمع على ما هو مقبول وسائغ قانونا وعرفا، ولزوم التفرقة بين العرف المبني على قيم مجتمعية ينبغي احترامها، والعرف العاداتي الخاطئ الذي قد يحتاج إلى تثقيف وتغيير لمصلحة من يمارسونه أنفسهم.
وتعرج المدونة إثر ذلك على ذكر المبادئ الأساسية للسلوك المهني الأخلاقي فشوردها كالتالي: الاستقلالية، وعدم الإضرار، ولتحقيق النفع، والعدالة، والإخلاص، والموثوقية، وكلها مبادئ سامية ينبغي تشجيعها ونشرها بين الناس عموما والمهنيين خصوصا، وللنفسيين منهم من مرشدين ومعالجين على وجه أخص، وتطبيق هذه المبادئ تطبيقا واعية حكيمة إذ لا ينبغي أن يعود إعمالها عليها إساءة فهم بالدرجة التي تعود عليها بالنقض والإبطال.
فمن الواضح مثلا أن "العدالة" لا تعني معاملة الجميع على قدم المساواة، ولكن تعني معاملة المتساوين بالتساوي وغير المتساوين بغير التساوي، فيعامل كل بما يناسبه؛ ومثال ذلك معاملة الوالدين كوالدين، ومعاملة الأطفال مع آبائهم بما يتناسب مع مرتبة كل منهم مع تحقيق سلامة الصحة النفسية للجميع.
وتبين المدونة الأهداف المتوخاة من تصميمها واعتمادها وهي أهداف جديرة بالتدبر والاعتبار من قبل الممارسين المهنيين، فنجد أن أحد أهدافها الرئيسة هو تطوير عمل المرشدين ومن ثم تحسين جودة العمل الإرشادي فينص على أن يعمل الميثاق كدليل أخلاقي مصمم لمساعدة الأعضاء في بناء خطة العمل الأفضل لخدمة المستفيدين من الخدمات الإرشادية، ويؤسس للسلوكيات المتوقعة مع التركيز الأساس على الدور المهني للمرشد".
ثم تتضمن المدونة فيما يلي ذلك ميثاق الجمعية الأمريكية للإرشاد النفسي والذي يحتوي على تسعة أقسام رئيسية تتناول : العلاقة الإرشادية ، والسرية والخصوصية، والمسؤولية المهنية، والعلاقة مع مهنيين آخرين، والتقييم والتقدير والتفسير، والإشراف والتدريب والتدريس، والبحث والنشر، والإرشاد عن بعد، وحل القضايا الأخلاقية، حيث يبدأ كل قسم بمقدمة؛ ثم بالمواد التي يشتمل عليها.
وتنتهي المدونة بفهرس للموضوعات، وقسم للمصطلحات وتعريفها والذي تم ترجمة المصطلحات فيه مع معانيها إلى العربية مع الإبقاء على المصطلحات باللغة الإنجليزية رغبة في تزويد القراء الأعزاء والمهنيين المتخصصين بالمصطلحات كما هي في لغتها الأم لتكون عونا لهم في البحث والدراسة والاطلاع ومع أننا بصدد وثيقة بالغة الأهمية، إلا أنني أرى أن الاقتصار على صياغتها على هذا النحو لا يجعلها تبدو معه كافية وحدها؛ إذ تظهر بها الحاجة جلية إلى تضمينها جملا من الشرح والتفصيل المدعم بالأمثلة الواقعية والقضايا المتعلقة المطروحة في المجتمع حتى يكمل فهمها ويسهل تطبيقها والالتزام بها .