العوامل المؤثرة في اختيار الفتاة السعودية لمهنة التمريض : دراسة ميدانية
إعداد : أميمة محمد حمدي - عبد المحسن صالح عبد الرحمن الحيدر
نشر : الرياض : معهد الإدارة العامة، الإدارة العامة للبحوث، 1996
وصف الكتاب
تواجه مهنة التمريض بالمملكة الكثير من الصعاب في جذب الفتيات السعوديات الاقتحام هذا المجال وكذلك في الإبقاء عليهن ، حيث إن نسبة الدوران الوظيفي في فئة الممرضات تعتبر عالية جدا وهذه مشكلة عالمية ، ولكنها أكثر وضوحا وأعلى نسبة بين الممرضات السعوديات وذلك نظرا الطبيعة المهنة ولأسباب أخرى متعددة
ولقد اهتمت الجهات المسئولة عن القوى التمريضية العاملة بالمملكة بتقديم الحوافز والتسهيلات أمام الفتيات السعوديات لتشجيعهن على الانخراط في هذه المهنة ، ومنها إتاحة الدراسة الجامعية وإعطاء الحوافز المادية .
ومع هذا فالأعداد المتجهة نحو مهنة التمريض من الفتيات السعوديات قليلة ولا تسد الاحتياجات الماسة للعمالة التمريضية الوطنية على المدى القريب والبعيد . حيث إن نسبة العمالة الوطنية من الممرضات السعوديات لا تمثل إلا (۸٫۲٪) فقط من إجمالي عدد العاملين في هذا المجال التابعين لوزارة الصحة ، وإن نسبة العمالة التمريضية السعودية في واحدة من أكبر المؤسسات الصحية على مستوى الشرق الأوسط وهي مستشفى الملك فيصل التخصصي لا تتعدى (۰٫۲%) من إجمالي عدد العمالة التمريضية .
لقد ناقش الكثير من المهتمين بقضية عمل المرأة السعودية في مجال التمريض ، النقص في أعداد الممرضات الوطنيات بالندوات والصحف ، وكذلك كانت هناك بعض البحوث المهمة التي طرقت هذا الموضوع من زوايا مختلفة ولكن كان من الضرورة - من وجهة نظر الباحثين استكمالا لهذه الجهود - تقصي الأسباب الدقيقة لكل عامل من العوامل التي تؤثر في اختيار الفتاة السعودية لمهنة التمريض ..
سواء كانت هذه العوامل اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو متعلقة بطبيعة المهنة ، وذلك من وجهة نظر طالبات المدارس الثانوية اللاتي يمثلن العمالة النسائية المستقبلية بالمملكة ، ومن ثم يمكن التعرف على اتجاهاتهن نحو مهنة التمريض والأسباب التي أدت إلى تكوين هذه الاتجاهات حتى يمكن اقتراح الأسباب والبرامج التي تساعد في نمو الوعي المهني المهنة التمريض عند الطالبات ..
ليصبح في إمكانهن اتخاذ القرار السليم الناتج عن معرفة وفهم عند اختيارهن لمهنة المستقبل التي يردن الانخراط فيها ، ولمساعدتهن في وضع مهنة التمريض ضمن هذه الخيارات إذا كانت ملائمة لقدراتهن وميولهن .
وكما يسهم هذا البحث في التعرف على هذه العوامل من وجهات نظر طالبات المعاهد الصحية الثانوية اللاتي انضممن فعلية لدراسة التمريض ، لمعرفة مدى الاختلاف في اتجاهاتهن وفكرهن عن طالبات المدارس الثانوية اللاتي لم يتعرضن الدراسة التمريض ، حيث يمكن الاستفادة من خبرات طالبات المعاهد الصحية لجذب الأخريات لهذه المهنة ، وتفادي المعوقات التي قابلتهن عند اختيارهن لمهنة التمريض وأثناء الدراسة .
ونأمل أن تسهم نتائج هذا البحث في إيجاد بعض الحلول المشكلة عزوف الفتيات السعوديات عن اقتحام مجال التمريض ، وبالتالي يمكن التخفيف من حدة النقص في أعداد الممرضات الوطنيات .