القلق
تأليف : وليد سرحان
مشاركة : عدنان التكريتي - محمد حباشنة
2014
وصف كتاب القلق
جاء كتاب القلق هذا ينبوعا يرتوي منه جميع من يعنيهم الامر والموضوع ، وبوجه خاص ما في الابواب الاخيرة من الكتاب ، حيث القلق في مراحل متعددة ومتلاحقة من حياة الانسان ، فقد حاول المؤلف جعله بسيطا ومتيسر الفهم للمريض و ذويه ، وللباحث عن الثقافة النفسية ، وللطبيب و المختص في علم النفس و علم الاجتماع والتمريض ، وللعاملين في مجالات الامن والقضاء ، وهو قراءة بسيطة لكل من يتعامل بلغة الضاد
القلق : ( Anxiety) هو حالة إنفعالية نفسية يتداخل فيها الخوف ومشاعر الرهبة والحذر والرعب والتحفز، موجهة نحو المستقبل أو الظروف المحيطة، ويعتبر القلق من المشاعر الطبيعية العامة التي يمر بها كل إنسان، ويمكن القول أن هناك قلق طبيعي وقلق مرضي.
يعتبر القلق أحد المشاعر التي تساعد على بقاء الإنسان، وتدفعه على القيام ببعض الأعمال، وتشحن هممه في المواقف الصعبة، ذلك أن القلق من الإمتحان يدفع الطالب للدراسة والجد والعمل والسهر والإجتهاد حتى يحصل على أفضل النتائج، وكذلك لأي مهمة يتصدى لها الإنسان في حياته.
والعلاقة بين القلق والقدرة على الأداء تعرف بقانون يركس دودسون (Yerkes Dodson Law) فكلما إزداد القلق تحسن الأداء وذلك حتى وصول نقطة معينة يكون فيها الأداء في قمته، وإذا زاد القلق عن تلك النقطة إنقلب أثره عكسية وأدى إلى تدهور الأداء، وحتى أنه من الممكن أن يتوقف نهائيا، وهذا يبدو واضحا في الطالب الذي يتطور لديه القلق للإمتحان و يجد أنه لا يستطيع أداء الامتحان، وإذا اشتد القلق فقد لا يستطيع الطالب حتى الوصول إلى مكان الإمتحان.
يعتمد مفهوم القلق على قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره، ولكن هذا لا يعني أن الأطفال والمعاقين عقليا لا يشعرون بالقلق، ولكن تعبيرهم عنه باللفظ قد لا يكون متيسرا ولكن مظاهرة الفسيولوجية تكون واضحة، والشعور بالقلق في بعض المواقف يؤدي إلى الخوف والهرب، ويكون الجهاز السودي (السمبثاوي) قد تنبه وأدى إلى تغيرات مختلفة في الجسم، ساعدت على وضع الجسم في حالة طوارئ وإستعداد لمواجهة الموقف، فتزداد نبضات القلب وسرعة التنفس وتتوسع حدقة العين ويزداد التنبه واليقظة،
كما أن التمثيل الغذائي يتسارع لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة لمواجهة الموقف أو الهرب من الموقف الذي يداهمه، كما أن هذا القلق قد يكون ضروريا لأفضل أداء في إلقاء كلمة أو محاضرة أو مقابلة للعمل، أو إمتحان في أي موضوع كان وفي أي مرحلة من مراحل عمر الإنسان، ويعتبر القلق محركا للسلوك ودافعا له، وليس السلوك نفسه؛ فإذا وجد الإنسان نفسه أمام خطر داهمه أو حيوان مفترس فهو يشعر بالقلق والخوف، وبالتالي يولي هاربا لينجو بحياته، وفي هذه الحالة لا يسمى هرویه قلقا ولكن شعوره هو القلق.