مربع البحث

كتاب أساليب التعليم والتعلم النشط

أساليب التعليم والتعلم النشط 




تأليف : أسامة محمد سيد، عباس حلمي الجمل

الناشر : العلم والإيمان للنشر والتوزيع

تاريخ النشر : 2012




مقدمة كتاب أساليب التعليم والتعلم النشط

العلم هو أساس الحياة، والعملية التعليمية هي العملية التي يتم من خلالها انتقال المعلومات والأفكار والاتجاهات والمهارات من المرسل إلى المستقبل وذلك عن طريق وسائل وقنوات الاتصال.


فالتعليم والتعلم عملية مهمة، فهي تسهم في نقل التجربة الإنسانية وتوارث الخبرات البشرية، ولولاها لتوقف العلم الانساني وتجمدت الحياة، ولما وصل البشر للمستوى المتقدم من تقنية ورفاهية ومدنية ينعمون بها اليوم، ولما أصبح عصرنا يسمي عصرتفجرالمعلومات، فالتعليم عملية يتم خلالها التفاعل بين المتعلم ومصادر التعلم وعملياته في بيئة مقصودة. 


تشتمل على إجراءات أو أحداث منظمة، تساعد على أداء أنماط سلوكية محددة، في ظل ظروف وشروط معينة في الموقف التعليمي. فقد يتفاعل المتعلم بمفرده وبدون معلم مباشر، مع مصادر التعلم التي تقوم بكافة الإجراءات أو الأحداث التعليمية، وهنا تسمى هذه العملية "تعليم فردي أو ذاتي"، وقد يقوم معلم بهذه الإجراءات، وهنا تسمى هذه العملية "تدريس".


أما التدريس فهو شكل من أشكال التعليم يتفاعل فيه المتعلم مع مصادر التعلم، وفيه يقوم المعلم بكافة إجراءات التعليم في بيئة محكمة ومنظمة تساعد المتعلم على أداء أنماط سلوكية محددة، وعلى ذلك فالتعليم أعم وأشمل من التدريس، ومن ثم فالتعليم يتكون أساسا من مكونين رئيسيين هما المصادر والعمليات، وتكنولوجيا التعليم هي التي تنتج هذين المكونين؛ 


كما أن التعليم بمعناه الحديث أكد على ضرورة إتباع المعلم لأسلوب الأنظمة في التدريس بحيث يرسم مخطط لإستراتيجية الدرس تعمل فيه طرق التدريس والوسائل التعليمية؛ لتحديد أهداف محددة مع مراعاة جميع العناصر التي تؤثر في هذه الإستراتيجية مثل إعداد الفصل وطريقة جلوس المتعلمين....... الخ، والابتعاد عن الطرق التقليدية في التدريس مثل الإلقاء "


وهذا يعني أن التعليم الفعال يرتبط بالتكنولوجيا فهي ليست مجرد أجهزة فهي علم وعملية هادفة تستهدف تحسين التعليم وتطويره وحل مشكلاته. والتكنولوجيا منتجة بطبيعتها، ومنتجاتها هي المصادر والعمليات، فمصادر التعلم هي جميع الأفراد والبيانات والأشياء التي يمكن أن تؤثر في المتعلم عندما يستخدمها ويتفاعل معها في الموقف التعليمي، سواء أكانت بمفردها أم متحدة مع بعضها البعض.


ومن هذا المنطلق يبحث التربويون باستمرار عن أفضل الطرق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام الطلاب وحثهم على تبادل الآراء والخبرات، وتعتبر تقنية المعلومات ممثلة في الحاسب الآلي والإنترنت وما يلحق بهما من وسائط متعددة من أنجح الوسائل لتوفير هذه البيئة التعليمية الثرية ..


حيث يمكن العمل في مشاريع تعاونية بين مدارس مختلفة، ويمكن للمتعلمين أن يطوروا معرفتهم بمواضيع تهمهم من خلال الاتصال بزملاء وخبراء لهم نفس الاهتمامات، وتقع على المتعلمين مسؤولية البحث عن المعلومات وصياغتها؛ مما ينمي مهارات التفكير لديهم، كما أن الاتصال عبر الإنترنت ينمي مهارات الكتابة ومهارات اللغة الإنجليزية حيث يزود الإنترنت المتعلمين والمعلمين على حد سواء بنصوص مكتوبة بالإنجليزية في شتى المواضيع ومختلف المستويات.


أما بالنسبة للمعلمين فإن الاتصال بالشبكة العالمية تمكن المعلم من الوصول إلى خبرات وتجارب تعليمية يصعب الوصول إليها بطرق أخرى. 

وتكمن قوة الإنترنت في قدرتها على الربط بين الأشخاص عبر مسافات هائلة وبين مصادر معلوماتية متباينة، فاستخدام هذه التكنولوجيا تزيد من فرض التعليم وتمتد بها إلى مدى أبعد من نطاق المدارس، وهذا ما عرف بمسمى التعليم الإلكتروني الذي يعد من أهم ميزات مدرسة المستقبل.

وتتعدد استراتيجيات التعلم النشط والتي منها استراتيجية العصف الذهني، استراتيجية حل المشكلات، استراتيجية التعلم بالاكتشاف، استراتيجية التعلم التعاوني، استراتيجية تعلم الأقران، استراتيجية التعلم الذاتي، استراتيجية الخرائط المعرفية" المنهج"، استراتيجية لعب الأدوار، استراتيجيات قبعات التفكير الست.

وهذا يعني أن التعليم المعاصر يستهدف نقل التدريس نقلة نوعية تعتمد على الدور النشط للطالب في عملية التعليم من خلال تنمية مهارات المعلمين في استراتيجيات التدريس، لتطبيقها في الميدان التربوي، ولمسايرة الاتجاه العالمي للاهتمام بتعليم التعلم، بدلا من الاقتصار على تعليم المعلومات وحفظها ..

والهدف من ذلك القضاء على معوقات التعليم التي يتمثل أهمها في اعتماد نسبة كبيرة من المعلمين على طريقة الإلقاء التي تنتهي بالحفظ والترديد؛ مما ساهم في :

  • زيادة الدور السلبي للمتعلمين في التعلم، والحاجة لاستراتيجيات تدريسية تثير دافعية المتعلمين للتعلم، وتشوقهم للمادة الدراسية، وتعزز انتماءهم ليس للمدرسة فقط بل للوطن
  • ضعف إلمام بعض المعلمين باستراتيجيات التدريس التي تجعل المتعلم محورة نشطأ للعملية التربوية والتعليمية
  • قصورالأساليب والطرق المعمول بها حاليا في تنمية مهارات المتعلمين في العمل التعاوني وتطوير الكفاءات اللازمة للعمل بروح الفريق
  • زيادة عدد المتعلمين في الفصول، لدرجة تفوق قدرة المعلم على المتابعة والتوجيه في ظل الاعتماد على الطرق التقليدية



رابط كتاب أساليب التعليم والتعلم النشط











تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -