كيف يشكل الجسد طريقة تفكيرنا - نظرة جديدة إلى الذكاء
تأليف :رولف فايفر - جوش بونغارد
ترجمة : سامية نفتي - مزياني، فاطمة باعثمان، خديجة باوزير
نشر : الدار العربية للعلوم
2012
How the Body Shapes the Way We Think: A New View of Intelligence
نبذة عن كتاب كيف يشكل الجسد طريقة تفكيرنا
أثناء المؤتمر الدولي المشترك حول الذكاء Joint الاصطناعي International Conference on Artificial Intelligence)
بأستراليا عام 1991 ،(Sydney) والمنعقد في سيدني م، تسلم رودني بروكس، والذي سبق وصادفناه عدة مرات خلال هذا الكتاب، جائزته القيمة في التفكير ،" and Thought Computers : والحاسبات والتي ثمنح عادة للعلماء الشباب ذوي الإنجازات المتميزة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وكان من المدهش أنه تسلم جائزته لأن أفكاره، في ذلك الوقت، كانت مغايرة تماما لما هو معروف وسائد في المجال ، ومن ناحية أخرى، كان من الواضح وجود حاجة ملحة للابتكار، وقد كان بروكس الشخص المناسب لهذا.
وقد ألقى في نفس المؤتمر محاضرة بعنوان " ذكاء بدون سبب المشار إليه " Without Reason Intelligence في الفصل الثاني. ويتضمن العنوان على تورية ورسالتين خفية فيهما. أولا، أنه ليس هناك مبرر لسبب وجود شيء مثل الذكاء في المقام الأول، ولكنه موجود على أي حال، كما هو معلوم للجميع
وهذه هي القراءة المعتادة للجملة. ثانيا، يصدر الذكاء أو السلوك الذكي بدون الحاجة إلى التفكير العقلاني. ومن المثير أن نتذكر أن واحدة من أهم البحوث في مجال الذكاء الاصطناعي التقليدي كان – ولا يزال! - حل المشكلات واستنباط الحلول المنطقية.
على الرغم من أن إحدى الأوراق الأولى في منهج بديل، تصميم البناء التصنيفي والتي صدرت لبروكس قبل خمس سنوات (بروکس، (في وقد شكلت هذه المحاضرة Brooks ، عام 1986م في عام 1991م نقطة تحول، مشيرة إلى ظهور تحول النموذج جديد، والذي أعطى بدوره دافعة لكثير من العمل الذي كنا بصدد وصفه في هذا الكتاب.
في محاضرته، قدم للحضور الذين يتبنون في معظمهم النموذج التقليدي، أوجز بروكس الفروق الأساسية بين الحاسب المعتمد على الذكاء وأشكال الذكاء الحيوية. وبالطبع، لقد أوضح كيف يمكن للذكاء أن يكون مجسدا منذ محاضرة بروكس الهامة توسع هذا المجال بشكل كبير، كما وضحه المخطط في الفصل الثاني، ونضجت الفكرة. لذا نأمل، بأن الرؤى التي قمت في هذا الكتاب توفر دليلا على هذا الإدعاء.
نحن نريد بالتحديد أن نظهر كيف أدت مفاهيم التجسيد إلى التغيير، ليس فقط بالطريقة التي نرى بها الذكاء الحيوي وكيف نبني الأنظمة الاصطناعية، ولكن بصورة أعم في الطريقة التي نری بها أنفسنا والعالم من حولنا
بداية نلخص الطرق التي يشكل بها الجسم طريقة التفكير، وذلك بتقديم توضيح عن الأفكار النظرية الموجزة . ولكن بدلا من أعطاء سرد منظم لجميع مبادئ التصميم، والتي ستكون بشكل كبير مكررة، سنوفر ملخصا شاملا لما تتكون منه هذه النظرية. ومن ثم سنلقي الضوء على عدد من الرؤى التي نتجت عن أبحاثنا وأبحاث الآخرين، رؤى نجدها بشكل خاص مثيرة وتستعرض قوة الأفكار الجديدة. ومن ثم، سنوسع سياق البحث ونناقش كيف أن الرؤى الجديدة المكتسبة من خلال التقدم في العلم بشكل عام قد شكلت الطريقة التي نكفر بها في العالم وفي أنفسنا.