مبادئ علم النفس العام
تأليف : يوسف مراد
نشر وكالة الصحافة العربية
نسخة : 2020
وصف كتاب مبادئ علم النفس العام
يتميز كل علم من غيره بموضوعه ومنهجه، والموضوع والمنهج مرتبطان ارتباطاً وثيقاً إذ أن موضوع البحث هو الذي يعين المنهج ويحدد طرائفه. وقد استقر رأي العلماء فيما يختص بموضوع العلوم الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية ومنهج البحث فيها، في حين لا يزال السيكولوجيون يثيرون- من وقت إلى آخر- مشكلة موضوع علم النفس ومنهجية. - مكتبة المرجع - وإذا اعتبرنا حالة العلوم التي ذكرنا مقياساً للرقي والتقدم، يمكننا القول بأن علم النفس لا يزال دون غيره من حيث مجموعة الحقائق العلمية التي كشف عنها، ومن حيث تنظيمها في صيغة يتفق عليها جميع علماء النفس.
ونرجو أن يكون هذا الكتاب كتابا توجيهيا بكل معاني الكلمة. فإنه لا يرمي إلى أن يكون مجرد مجموعة من أبحاث مستقلة، ولا سجلا جاف للملاحظات والحقائق التجريبية، بل يرمي إلى إعطاء صورة موحدة الأجزاء للاتجاهات العامة التي تنحوها الحياة النفسية. وهذه الصورة هي بمثابة الإطار أو الهيكل الذي يحوي جميع الإشارات اللازمة الملء الإطار وإتمام بناء الهيكل.
وهو توجيهي أيضا لأننا راعينا فيه الإشارة إلى النواحي العلمية المختلفة التي سيتجه إليها الطالب في دراساته العليا، سواء كان ذلك في كلية الآداب أو في كلية الحقوق. فقد أشرنا بقدر ما اتسع له المقام في - مكتبة المرجع - كل حال، إلى الأمور التي ستتخذها فروع علم النفس نوايا لبحوثها الخاصة كعلم النفس الجنائي وعلم النفس الأثنولوجي ونفسية الجماهير، وتطبيق علم النفس في دراسة البلاغة واللغة ودراسة الأدب من شعر وقصص وروايات، وتطبيق كل ما هو خاص بالحاجات والميول في علم الاقتصاد السياسي الخ.
وحبذا لو شمل تدریس علم النفس جميع طلبة السنة التوجيهية بشعبها الثلاث فإن طالب الطب لا تقل حاجته إلى علم النفس عن طالب الآداب أو الحقوق. ولا يضير الطبيب مطلقا - وهو مضطر بحكم عمله إلى أن يتصل بألوان متباينة من الناس - أن يضيف إلى ما قد يكتسبه من خبرة في فهم طباع مرضاه بعض المعلومات السيكولوجية الدقيقة. وغني عن البيان أن علم النفس المرضي أصبح من أهم فروع علم النفس وأغزرها مادة وأوسعها تطبيقا.