مربع البحث

كتاب داخل وحدة الحفز

داخل وحدة الحفز كيف يمكن للتغيرات الصغيرة أن تحدث فرقا كبيرا 





تأليف : ديفيد هالبيرن

مع أوين سيرفيس وفريق الرؤى السلوكية

ترجمة : أحمد بن عبدالله الزهراني

راجع الترجمة : محمود عبدالعزيز توني عبدالعال

2019


نشر : معهد الإدارة العامة






وصف الكتاب

يتمحور هذا الكتاب حول تطبيق علم النفس على التحديات التي نواجها في العالم اليوم. ويستكشف نتائج فريق مصغر عمل في قلب الحكومة البريطانية، وأسند إليه مهمة ترجمة النظرية النفسية والنهج التجريبي إلى أعمال وسياسات يومية. كما أن هذا الكتاب يوثق بعض التجارب والمحن التي واجهت الفريق طول مسيرته، بما في ذلك النضالات التي خاضها من أجل إقناع صناع السياسات الرئيسية لأخذ النهج السلوكي على محمل الجد، والسباق المحموم مع الزمن بغية الحصول على النتائج قبل أن ينفذ إما الوقت أو رأس المال السياسي.

على الرغم من المسمى ("الحفز" نسبة إلى اسم الكتاب الذي يطلق على فريق الرؤی السلوكية، إلا أن الفريق فعليا اكتشف تطبيقات لعلم النفس على السياسات أوسع بكثير من تلك الموصوفة في الكتاب الأمريكي الأصلي "الحفز". كما سعى إلى تطبيق نموذج أكثر تطورا للسلوك البشري امتد لمجموعة الأعمال التي تقوم بها الحكومة بالكامل. هذا الموضوع سيتم تناوله في أربعة أقسام.

يقدم الباب الأول لمحة تاريخية مختصرة لأسلوب "الحفز". يستكشف أوائل المؤسسات الأكاديمية التي بنيت فيها هذه النهج، وكيف استمر تأثيرها إلى الوقت الحاضر، ويظهر كيف أن الحكومات والمجتمعات والقادة قد استخدموا في بعض الأحيان أساليب أكثر دهاء ومکرا؛ لتشكيل السلوك البشري - بالطبع إلى جانب القوانين والغرامات والإكراه بالقوة، بل يوضح أيضا كيف أن التوغلات الأولى الصريحة في النهج السلوكي اصطدمت بوجه العديد من الصعوبات. في الفصل الثاني من الباب لمحة تاريخية مختصرة تشرح كيف بدأت نهج "الحفز" في الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم رسميا من قبل حكومة الرئيس أوباما، وكيف تأتي تأسيس فريق الرؤى السلوكية من قبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في عام ۲۰۱۰م. وسنتعرف في ثنايا هذا الاستعراض على بعض الشخصيات التي ساعدت في تحقيق ذلك. 

الباب الثاني من الكتاب يلقي نظرة على تطبيق الرؤى السلوكية على الأنشطة الرئيسية" للحكومات وكيف تمت، ابتداء من إقناع الناس بدفع ضرائبهم وصولا إلى التشجيع على القيام بعزل المنازل. يقدم كل فصل من الفصول الأربعة في هذا الباب واحدا من النهج الرئيسية المستخدمة من قبل "وحدة الحفز"، وسنشير إلى هذه النهج الأربعة اختصارا ليسهل تذكرها بالرمز EAST المأخوذ من الكلمات: Easy سهلة، Attractive جذابة، Social اجتماعية Timely توقيتها مناسب. سترى كيف يؤدي تطبيق الرؤى السلوكية والطرق التجريبية - وبأقل تكلفة ممكنة - إلى نتائج متطورة بشكل مثير للغاية، وستتفهم أسباب اعتماد هذه النهج من قبل الحكومات وقطاعات الأعمال في جميع أنحاء العالم.

يستكشف الباب الثالث من هذا الكتاب التطبيقات الأكثر تقدما للعلوم السلوكية. وهذا ينقلنا صعودا من مرحلة تحسين وتنقیح العمليات والرسائل الموجهة إلى المرحلة التي يمكن فيها للرؤى السلوكية وبشكل جذري من إعادة تشكيل طريقة تفكيرنا عن العالم وسياساته وممارساته. يستفتح هذا الباب بتوضيح كيف أن معلومات المستهلكين والعلوم السلوكية تتضافران لتغيير آلية وطريقة عمل الأسواق. ينتقل الكلام بعد ذلك إلى استعراض أمثلة لاستخدام منهجية التفكير السلوكي قادت إلى اتخاذ قرارات تتعلق بالسياسات العامة مختلفة جذرية عن لوائح وأنظمة أسواق العمل، وكانت محصلتها أن أسهمت في عودة الناس إلى أعمالهم بشكل أسرع وساعدت في إعادة استنهاض الاقتصاد المتعثر. ينظر بعضهم إلى أن استخدام العلوم السلوكية يتجاوز أهدافه الموضوعة، وينحى إلى تشكيل تحدي للأهداف الأساسية للسياسات العامة، من خلال الكشف عن أسس الرفاهية بحد ذاتها. يستكشف الفصل الأخير من هذا الباب تأثيرات الطرق التجريبية التي تجلبها العلوم السلوكية في أعقابها، فلربما يسفر هذا الاستكشاف عن موروثها الأكبر والأكثر تدميرا.

يبحث الباب الأخير في مخاطر وقيود الانتشار السريع في احتضان العلوم السلوكية في جميع أنحاء العالم، ويدرس القيود العملية والسياسية لهذه النهج، ولماذا يتوجب علينا جميعا كمواطنين أن نلم ولو بقدر يسير عن كيفية استخدامها. يعتبر بعض النقاد "الحفز" الذي تطبقه الحكومات شرا محضا، وبعضهم الآخر يرونه كذريعة تلجأ إليها الحكومات من أجل التراجع عن اتخاذ الإجراءات الأكثر صرامة تجاه المعضلات الكبيرة والهامة. وفي كلتا الحالتين، يقوم الادعاء على القول بأن الحكومات وقطاعات الأعمال تلجأ إلى الألاعيب لرفع سقف التوقعات من استخدام هذه التهج؛ للحصول على تصریح عام من الشعب. يبحث الفصل الأخير فيما يحمله المستقبل لنهج "الحفز" ولتطبيق الرؤى السلوكية. كما يهتم بما إذا كان لدى الرؤى السلوكية ما يمكن إضافته لمواجهة التحديات الأكثر صعوبة وتعقيدة التي تعترضنا في عصرنا هذا، ومن ضمنها الطريقة المثلى للتعايش مع أقراننا من البشر - وهي تحديات وآفاق بدأ "ذوي الاختصاص في الحفز" باستكشافها.
عندما حل وقت مراجعة عمل فريق الرؤى السلوكية BIT بعد تمام العامين، استبعد تمام خيار إيقاف نشاط الفريق، بل يكفي أن نقول إن رئيس الوزراء قد قرر توسيعه. وحظي عمل الفريق بثناء دانيال كانيمان الحائز على جائزة نوبل والذي تعد أبحاثه رائدة هذا المجال. كما تحولت الصحافة والخدمة المدنية والأحزاب السياسية - في معظمها - من متشككة إلى مؤيدة.
سواء أحببته أم كرهته، نهج الحفز وجد ليبقى. فالمسيرة والنتائج الرائعة لفريق الرؤى السلوكية في ۱۰ داوننغ ستریت (مكتب رئيس الوزراء) أرشدت الحكومات في جميع أنحاء المعمورة إلى تبني نهج مماثلة، والكثير منها أوصى بها فريق الرؤى السلوكية بذاته. جميعنا سنرى خلال السنوات القادمة استخداما أكثر للرؤى السلوكية من قبل الحكومات وقطاعات الأعمال وغيرها، وهناك احتمال بأنه قد تم حفزك بالفعل. يا له من نجاح باهر، ولكن هذا النجاح الباهر ذاته قد أثار القلق والمخاوف أيضا. فمثل جميع المعارف، يمكن أن يكون استخدام الرؤى السلوكية سلاحا وقوة سواء في الخير أو الشر، وهذا يتوقف على طريقة استخدام تلك القوة وهو ما يجب علينا جميعا أن نقرره.


رابط الكتاب


تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -