مربع البحث

كتاب الدروس الأولى في علم الإجتماع

الدروس الأولى في علم الإجتماع







تأليف : فيليب ريتور  

تاريخ النشر: 2015

تقديم : محمد جديدي

الناشر: منشورات ضفاف، منشورات الاختلاف 






لم تعد علمية الاجتماع مسألة إبستمولوجية مطروحة مثلها مثل أية علمية قد تثار بشأن هذه المعرفة أو تلك، هذا الفرع أو ذاك، ذلك أن الجهة التي تطرح سؤال المشروعية والمعنى والمرجعية والصحة والصلاحية والمصداقية والحقيقة اتجاه مشروع معرفي كائنا ما كان ومن أية زاوية كانت إنما تريد أن تنصب نفسها مرجعا وحيدا، يوزع سندات الاعتماد كما توزعها السلطة السياسية على الجمعيات والأحزاب أو تنصّب نفسها إطارا دينيا لاهوتيا كما كان الإكليروس سابقا، يتحكم بصكوك الغفران ويمدها القساوسة برغبتهم وإرادتهم معوضين وحاكمين بذلك في مملكة الرب أو هي بمثابة هيئة قضائية تفصل في القضايا الشائكة التي تختلف حولها الإرادات الفردية والجماعية فتكون أحكامها نتائج حاسمة لفض النـزاعات والخصومات.

هذا الكتاب هو محاولة لتقديم أساسيات علم الاجتماع في صورة واضحة، بسيطة ومركزة في قسمين: الأوّل خُصص لموضوع السوسيولوجيا نشأتها، مسعاها العلمي، مناهجها وأهم تياراتها وما أثارته هذه القضايا من نقاط خلافيّة وطروحات متباينةتبرز تعدد وتنوع المنطلقات المنهجيّة وأثرها الإيجابي على الدراسات السوسيولوجية. أمّا الثاني فقد أفرد لبعض المواضيع الرئيسيّة في علم الاجتماع من ثقافة، تنشئة وسلطة، ضبط وتنضيد اجتماعين، رأي عام وهي المواضيع التي شكّلت مقاربات ثريّة في تناول الظواهر الاجتماعيّة بالتحليل وتسليط الضوء عليها من زوايا مختلفة هدفها الوصول إلى نتائج مثمرة.

لذا فالكتاب يمثل خلفية نظريّة موضوعيّة-بعيدة إلى حد ما عن تلوين علم الاجتماع بلون إيديولوجي، ديني أو سياسي؛ وهو كذلك قاعدة ضروريّة لا بد من الانطلاق منها لكل دارس للسوسيولوجيا، يوسع أفقه المعرفي الخاص بهذا الفرع ويمكنه من امتلاك أداة إبستميولوجية ورؤية شاملة، حتى وإن انطلقت من جزئيّة سوسيولوجية وهو أمر جد مشروع، لكن بعيدا عن كل رؤية شوفينية أي اجتماعوية تنسينا الجوانب الأخرى للإنسان ككائن حيّ، ميتافيزيقي، تاريخي،...إلخ وليس فقط إجتماعي.



تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -