المبادئ الأخلاقية للممارسين النفسيين وقواعد السلوك المهني
ترجمة : تركي محمد المالكي
إشراف : عبدالحميد عبدالله الحبيب
AMERICAN PSYCHOLOGICAL ASSOCIATION
نشر : المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
مقدمة الكتاب
إن المتأمل في طبيعة عملنا في المجال الإنساني لا هيا أن يدرك أنه مجال مليء بالمتغيرات التي لا تكف عن التحول تبعا لحال الإنسان نفسه. وإن هذا من شأنه أن يخلق العديد من المواقف الشائكة التي تضع الممارس النفسي في دائرة المسؤولية. وهذه المواقف ليست شائكة في طبيعتها ولكنها قد تصبح كذلك عندما يتعلق الأمر بخطب جلل كالنفس البشرية فيخشى من تفاوت الادراك وسوء الفهم مما قد يجعلها مواقفا مؤذية أو قابلة للاستغلال.
وإنه من المرجح أن يتحلى الممارس النفسي بأخلاقيات المسلم قبل التغني بالمثل الإنسانية والمهنية. إلا أن الماهية البشرية لا تكفل تحقيق كل ما يطمح اليه. لذلك ستت الأنظمة وسعى الانسان الى جعل بيئة عمله مكان آمنا للممارسة ومحل ثقة للأطراف الأخرى. وإن خلو المجال النفسي في المملكة العربية السعودية من دليل يبين معايير الممارسة المهنية، لا يعني خلو المجال من الأخلاقيات لكنه أيضا لا يضمن تطبيقها. ومما لا شك فيه أننا بحاجة الى معايير موضوعية تلائم بيئتنا الثقافية. وإن ترجمة المبادئ الأخلاقية للممارسين النفسيين وقواعد السلوك المهني المعتمد من الجمعية النفسية الأمريكية والذي سيشار اليه ب "الميثاق الأخلاقي" يأتي لمليء هذه الفجوة في الوقت الراهن ودعوة للممارسين النفسيين نحو وضع المقترح الأولي للميثاق والتصويت عليه ومن ثم تطويره بما يستجد من متغيرات.
إن هذا المحتوى يقدم إضافة مهنية رفيعة المستوى قام عليها باحثون واختصاصيون في علم النفس يعيشون في مجتمع متعدد الأعراق، والثقافات، واللغات ومختلف في قوانينه من ولاية إلى أخرى وهذه التباينات والتحديات لم تكن مانعا دون إعداد هذا الدليل. ورغم أن الميثاق الأخلاقي - هذا لم تتم صياغته بشكل أساسي لمجتمعنا إلا أن المتأمل بعد قراءته - كان ممارسا نفسيا أو طالبا للخدمة - سوف يكون قادرا على تمييز السلوك المهني من خلافه وهو ما يعتبر نقلة في الوعي النفسي نحو الممارسة الآمنة. ويتكون الميثاق الأخلاقي من أربعة أقسام رئيسة. القسم الأول يحتوي على المقدمة التي تقوم بتوضيح المقاصد والإجراءات الاعتبارية كالعقوبات وتعليق رخصة الممارسة المهنية. القسم الثاني والثالث فيحتويان على الديباجة والمبادئ العامة على التوالي، ويشكلان الأفق اللامحدود من الغايات النبيلة التي من شأنها أن تهدي الممارسين النفسيين السير باتجاهها لضمان ديمومة العمل في منحى أخلاقي .