مناهج البحث العلمي
تأليف : عبد الغني محمد اسماعيل العمراني
نشر : جامعة العلوم والتكنولوجيا - صنعاء
عزيزي الدارس، هل تتذكر طفولتك وكيف كنت تسأل والديك وإخوانك الكبار ومن حولك بعدد من الأسئلة؟ وتنتظر الجواب الشافي منهم. ثم هل تتذكر كيف كنت تعبث باللعب التي بين يديك لمعرفة كنهها وماهيتها؟ ثم هل تتذكر عندما التحقت بالمدرسة وتعلمت القراءة والكتابة حيث أصبحت تنهل من المعرفة وتتعلم كيفية التفكير وحل المسائل.
وإذا تأملت الإنسان عبر العصور المختلفة، فإنك تلاحظ أنه يبحث عن المعرفة التي تجيب عن تساؤلاته عن العالم المحيط به، وتروي ظمأه للحقيقة، وتساعده في تحسين أساليب حياته. وفي عصرنا الحالي، القرن الحادي والعشرين، أصبحت تصل إلى المعرفة عبر مصادر التعلم الإلكتروني بسهولة ويسر وسرعة هي في حكم الخيال لمن عاش قبل عصرنا الحالي.
عزيزي الدارس، من هنا نستنتج أن الإنسان على مدار التاريخ لديه دافع أساسي هو حب المعرفة"، فالمعرفة جزء من التكوين البشري، بدونها يفقد الإنسان جزءا كبيرة من بشريته. ولعل أول مصدر للمعرفة هو الوحي الإلهي للأنبياء والرسل عليهم السلام من خلال الكتب السماوية التي تعلم الناس شؤون حياتهم في الدنيا والآخرة.
وكان أول ما نزل من القرآن الكريم على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين قوله تعالى (اقرأ).. والقراءة دعوة للمعرفة، والمعرفة والبحث عن الحقيقة هدف البحث العلمي. ولقد حثت الديانات السماوية عامة، والدين الإسلامي خاصة الإنسان على طلب العلم والتأمل والتفكر والملاحظة من أجل التيقن والإيمان والاعتقاد الصحيح. ومن هنا أدرك الإنسان على مر العصور أهمية العلم في مساعدته على البقاء ..