كيف نساعد أطفالنا المصابين بالصرع
يعد الصرع من أكثر الاضطرابات الدماغية المزمنة والوخيمة شيوعا. ويقدر عدد المصابين بالصرع في العالم بحوالي 50 مليون شخص، يعيش ما يناهز 4 ملايين منهم في إقليمنا، إقليم شرق المتوسط. وخلافا للأفكار الخاطئة السائدة، فإن الصرع اضطراب دماغی له أسباب طبيعية، ويتطلب علاجا طبيا. كما أنه قابل للعلاج ويمكن لكثير من المصابين به ممارسة حياتهم بصورة مثمرة ومنتجة، إذا ما تلقوا العلاج اللازم.
ويظهر ما لا يقل عن 50 % من حالات الصرع في مراحل الطفولة والمراهقة، كما أنه يتصل بالعديد من العواقب الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تطال الأطفال المصابين بالصرع وأسرهم. لذا يصدر هذا الكتيب في محاولة لتقديم بعض العون والإرشاد للآباء في رعايتهم لأطفالهم المصابين بالصرع، من أجل التعايش معه بأكبر قدر من السلاسة لتكون حياة المريض أقرب ما تكون للحياة الطبيعية و بأقل قدر ممكن من المتاعب والمشقة.
إلى ما يهدف هذا الكتيب إذن؟ يهدف الكتيب إلى تزويد آباء الأطفال المصابين بالصرع والأطفال أنفسهم، إلى جانب أسرهم والمتعاملين معهم، بالمعلومات الأساسية بشأن الصرع من أجل إزالة الأفكار الخاطئة والإسهام في التخلص من كافة أشكال التمييز والوصمة المتصلة به. وهو يسعى إلى إلقاء الضوء على بعض النقاط الهامة المتعلقة بالصرع، ويحاول إزالة الغموض الذي يكتنفه. كما أنه يسعى للإجابة عن بعض تساؤلات المصابين بالصرع وأسرهم والمحيطين بهم، ويوضح بعضا مما يجب ومما لا يجب عمله في بعض المواقف تحقیقا للفائدة و تجنبا للضرر. إضافة إلى ذلك يهدف الكتيب إلى تمكين هؤلاء الآباء من مساعدة أطفالهم على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية والحصول على أساليب معالجة وتعامل ملائمة وشاملة، من أجل أن يصبحوا أعضاء منتجين وفاعلين في مجتمعاهم.