كتاب اضطراب نمو اللغة - الديسفازيا

اضطراب نمو اللغة - الديسفازيا


المؤلف : كريمة خدوسي
دار النشر : دار أسامة للنشر و التوزيع
سنة النشر : 2019




وصف الكتاب

تعد اللغة من الوسائل الرئيسية للتواصل البشري، فهي التي تسمح بنمو سليم للقدرات العقلية وتؤهل لبناء العلاقات البينفردية والاجتماعية ، وحتى تستقيم ويتم نموها وتطورها تحتاج للعديد من الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية .

وقد تتعثر اللغة في نموها وتطورها لدى بعض الأفراد بسبب بعض الاعتلالات النفسية أو العضوية (خلقية كانت أم مكتسبة فتبدو لغة سقيمة معتلة لا تفي بغرضها، ولا تسمح بنمو باقي الجوانب الشخصية للأفراد المعتلين.

لقد جاء هذا الكتاب ليحاول بسط اضطراب أساسي كثيرا ما يغفله المختصون سواء الباحثون الأكاديميون الذين يعكفون على دراسة اضطرابات أخرى كالديسلكسيا وعسر الحساب واضطرابات النطق... إلخ، ولكنهم بقصد أو بغير تعمد يتجنبون اضطرابا أساسيا نظرا لما يحمله من جوانب معقدة حال محاولة تناوله، إذ يتميز أفراده بخصائص لا يسهل التعامل معها وتحتاج لطول صبر وجهد وفنيات متعددة ومعقدة.

كما يخطئ الكثير من الممارسين في مجال الأرطوفونيا وأخصائيو التخاطب في تشخيصه معتقدين أنه توحد أو تخلف عقلي أو مجرد اضطراب في اكتساب اللغة يزول مع الزمن او يستقيم بمجرد تطبيق بعض الفنيات في حصص متباينة.

لعل هذا الكتاب كما يظهر من عنوانه يحاول فك بعض الرطانة المفهومية حول الديسفازيا... وهو الاضطراب الذي شاع في الاونة الاخيرة وتم تحديده وتحديد خصائصه بفضل البحوث التي تناولته رغم شحها وقلتها هذا الاضطراب الذي لا يسمح بالنمو السليم للأطفال ضمن مجموعة الأطفال الذين لا يشكون من اضطرابات مماثلة.

إن التأخر في نمو اللغة "الديسفازيا" يتمثل في وجود نقائص دائمة في القدرات اللفظية وتأخر بالمقارنة بالمعيار العادي. إن الطفل الديسفازي لا يطور لغته بصفة عادية، وهذا له علاقة بالاختلال الوظيفي العصبي أثناء معالجة المعلومات، فالطفل الديسفازي يعاني من صعوبات لفظية أي على المستوى اللساني، أما فيما يخص فعاليات خطابه، فحسب الأبحاث البرغماتية فإن خطابه عند وجوده في مختلف وضعيات التواصل تسمح له بتبادل الحديث مع الآخرين وإيصال أفكاره بالرغم من قلة رصيده في المفردات.

وحتى نتمكن من التعرف على هذه الشريحة المصابة بالديسفازيا نحتاج لتشكيلة من الأدوات التشخيصية وكذا العلاجية وهي الأمر الذي يحتاج لتفكير عميق، يبدو تماما من خلال ما قدمته الباحثة في كتابها هذا، حيث أن تشخيص الديسفازيا لا يعد أمرا سهلا نظرا لتداخل أعراضه مع أعراض مشابهة في اضطرابات أخرى، ورغم توفر بعض الوسائل العالمية "بورال ميزوني"، "شبكة تحليل الخطاب" لـ ف فرانسوا إلا أنها تبقى حاملة للخصائص الثقافية التي لا تتناسب والبيئة المحلية، وهو ما يؤثر سلبا على نوعية التشخيص. ليس هذا فحسب بل حتى البرامج العلاجية المقترحة في كثر من الأحيان تحتاج لتكييف ومقاربتها مع الواقع المحلي.

لذلك جاء هذا الكتاب ليقدم أداة تشخيصية وبرنامجا علاجيا مناسبا يسمح برعاية هذه الفئة التي بدأت تتشكل ضمن مؤسسات خاصة. هذا الكتاب سيمكن المختصين الممارسين والأكاديميين على حد سواء من مقاربة نوعية للديسفازيا تنبئ بتطويرهم وفق ما يتماشى مع تشكيلتهم الشخصية في تفاعلها مع البيئة.

رابط الكتاب

حقوق الكتاب محفوظة لدار النشر
Mohammed
Mohammed