اللغة العربية وتحديات العصر
بقلم : محمود أحمد السيد
لم يعد مفهوم اللغة مقتصرا على أنها مجموعة من الأصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم. وإنما ينظر إلى اللغة حاليا على أنها مفهوم منظومي شامل وواسع لا يقتصر على اللغة المنطوق بها بل يشمل المكتوبة والإشارات والإيماءات والتعبيرات التي تصاحب عادة سلوك الكلام، كما يشمل صور التعبير كافة من تمثيل ورسم ونحت وموسيقا إلخ.. إلا أن اللغة المتحدث بها تتبوأ المكانة الأولى بين سائر الجوانب المشار إليها، فالإنسان تعلم الكلام قبل الكتابة، والطفل يتكلم قبل أن يكتب، وما اللغة المكتوبة سوى لغة منطوق بها دونت في نظام مكتوب مصطلح ومتعارف عليه، والاقتصار على اللغة في صورتها المكتوبة يغفل النظام الصوتي في هذه اللغة وآثاره الممكنة على التركيب والمعاني، إذ إن اللغة الصوتية هي وسيلة الاتصال الأكثر ملاءمة، والأكثر مرونة، والأوفر تنوعا لتجسيد الفكر التجريدي والتعميمي، كما أنها الأكثر شيوعا واستخداما في الحياة.