مربع البحث

كتاب غاية البيان في تدبير بدن الإنسان

غاية البيان في تدبير بدن الإنسان


بقلم : تحقيق ودراسة الدكتور محمد ياسر زكّور



إن أهمية كتاب غاية البيان في تدبير بدن الإنسان تكمن في كونه من أواخر الكتب الموسوعية الشاملة في الطب العربي، تم تأليفه خلال العهد العثماني، وهو يجمع بين آراء الأطباء القدماء والإسلاميين وأطباء الإفرنج، بالإضافة إلى رأيه الخاص، حيث كان يتردد قوله: أقول، وقال الفقير، أما الفقير فأقول.

هذا فضلاً عن أنه كتاب ظهرت فيه مكتشفات فريدة من أدوية مفردة أو مركبة، وأمراض جديدة وصفها المؤلف رحمه الله لأول مرة، ذكرنا منها في مآثر المؤلف، إضافة إلى ما تم اكتشافه في وصف ومعالجة الأمراض المعروفة، وكان يؤكد أن ذلك لم يذكره المتقدمون.

وثَمَّة أمر مهم تطرق المؤلف لذكره في الكتاب؛ وهو موضوع تشريح الجثث بعد الموت، كإجراء تشخيصي لمعرفة سبب الوفاة، وهذا ما ورد مثلاً في معرض حديثه عن دود غلاف القلب، فيذكر أنه تم فتح الجثة للتعرف على سبب الوفاة.

وفضلاً عما ذكرناه من أهمية ذلك الكتاب، فهو يعد من الكتب النادرة في تاريخ الطب العربي الإسلامي التي ظهرت في بداية النهضة الأوربية، وبسبب وجود المؤلف صالح بن نصر الله في القسطنطينية القريبة من أوربا، فقد أغنى الكتاب بمعلومات كان قد اطلع عليها المؤلف من أطباء الإفرنج نظراً لإتقانه اللغة اللاتينية- وهو الذي ترجم كتاب الطب الجديد الكيميائي من اللاتينية إلى العربية والكيمياء الملكية السابقيْ الذكر، لذلك يمكننا اعتبار كتاب غاية البيان في تدبير بدن الإنسان، من الكتب التي تجمع بين الطب العربي الإسلامي، والطب الإفرنجي، حيث أورد المؤلف- رحمه الله- العديد من أسماء أطباء الإفرنج في كتابه، وبذلك للكتاب أهمية كبيرة في تاريخ الطب العربي، وتاريخ الطب الغربي.







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-