الثورة والتعليم
اسم المؤلف : سعيد اسماعيل على
نشر : عالم الكتب
سنة النشر : 2012
شاع بين علماء التربية وفلاسفتها، سواء على المستوى العالمي أو المستوى المحلي، جدل معروف حول وجهتي نظر:
إحداهما : تقول بأنه لا إصلاح للمجتمع إلا بإصلاح التعليم وتطويره.
ثانيهما : تؤكد على العكس من ذلك بأن أي سعى لتطوير التعليم في ظل مجتمع متخلف مقهور محكوم عليه بالفشل، حيث إنه في هذه الحالة سوف يعيد إنتاج الأوضاع المجتمعية القائمة...
وكنا من الناقدين لهذا الجدل، نافين المنطق القائم على علاقة: " إما.. أو.." مؤكدين على المنطق القائم على علاقة " واو العطف "، بمعنى أن كلا من وجهتي النظر بها بعض الحق، لكن لا الحق كله، وأن الأوفق هو العمل على الجبهتين معا، وفق نهج نؤمن به ونسعى للعمل تحت مظلته، يقوم على التكامل والكلية. ورأى البعض في وجهة نظرنا هذه نوعا من التلفيق" لا " التوفيق" ..
إلى أن جاءت ثورة يناير ۲۰۱۱، فإذا بفرصة تاريخية تفرض نفسها علينا، فها هو نظام مجتمعي فاسد وفاشل قد انهار، أو على الأقل، قد سقطت رموزه الحاكمة، مما يعطي إشارة ضوء الفرصة لتغيير والتطوير المجتمعي الشامل، وفي الوقت نفسه، وتحت المظلة نفسها، يمكن العمل الحثيث على طريق تطوير التعليم، حيث المفروض أن تنزاح العوائق، وتقدم الحوافز والمشجعات، وتصبح بيئة الإصلاح " بيئة صديقة".
لم يكن ما نراه من ضرورة السير على الطريقين معا كلاما نظريا، ولا طموحا مستحيلا..لكن، نصارح القارئ، أن تجربة الثمانية أشهر التي مرت بمصر حتى الآن، تسحب الأمل تدريجيا، لا لخلل في المقولة..مقولة الإصلاح والتطوير على كل من المستويين المجتمعي، والتعليمي معا، وإنما لأسباب أخرى لا نستطيع أن نقطع بتحديدها....