مربع البحث

إزالة الحساسية بطريقة منظمة

إزالة الحساسية بطريقة منظمة Systematic Desensetization

تقليل الحساسية التدريجي, التحصين التدريجي



مقدمة :


تصنف ضمن فنيات العلاج السلوكي وتعديل السلوك وهي  تعتمد على الإشراط الاستجابی ، وهي من أشهر وأقدم الفنيات السلوكية التي تعتمد على الإشراط الاستجابي أو الكلاسيكي الذي يشترط فيه مثيران فيكتسب أحدها خاصية الآخر ؛ كأن يسيل لعاب شخص عند الحديث عن طعام لذيذ أو أن يشعر شخص بالخوف لرؤية سيارة ، وهي استجابات ليست طبيعية ، أي ليس من طبيعة هذه المثيرات أن تستدعي هذه الاستجابات، ولكن هذه المثيرات ، والتي هي محايدة في الأصل ، اشترطت بالمثيرات الأصلية لهذه الاستجابات وأصبحت بذلك قادرة على استدعاء هذه الاستجابات . وإزالة الحساسية بطريقة منظمة أو التحصين المنهجي يعتمد على عملية مضادة لعملية الإشراط التي حدثت .

وتعتمد عملية الإشراط المضاد على تحديد المواقف التي تستثير الاستجابات غير المرغوبة مثل موقف الامتحان الذي يثير قلقا شديدا عند أحد الطلبة ، ثم تحدد بعد ذلك استجابة طيبة مرغوبة من شأنها أن تتعارض مع الاستجابة غير المرغوبة مثل الاسترخاء مثلا . وعند محاولة إشراط الاستجابة غير المرغوبة مع الاستجابة المرغوبة تنقص وتقل الاستجابة غير المرغوبة إلى أن تنتهي تماما . ومعظم تدريبات الاسترخاء تتم حسب الطريقة التي اقترحها اجاكوبسون» والعروةه باسم الاسترخاء المتدرج -Progressive Re laxation ، وهي طريقة تعتمد على شد المريض لعضلاته ثم إرخائها ليشعر بالتباين بين الحالتين ، ويجرى المريض عملية الشد والإرخاء في كل عضلات جسمه وأجزائه من الأجزاء العليا في الجسم إلى القدمين. وبعض المعالجين يستخدمون فنية التنويم الصناعي أو الإيحائي في جعل المريض يسترخي ويشعر بالارتياح والإطمئنان .

وعلى المعالج أن يصنع مدرجا هرميا للقلق anxiety hierarchy في حالة علاج الطالب الذي يخاف خوفا شديدا من الامتحان . ويتضمن المدرج قائمة متدرجة من المواقف التي تستثير القلق أو الخوف عند الطالب وترتبط بالامتحان . وعليه أن يدرج هذه المواقف بحيث تبدا من المواقف التي تستثير أضعف درجات القلق إلى المواقف التي تستثير أقصى درجات القلق مثلما هو في المدرج التالي : 

  • أن اقرا بحثا في موضوع أستمتع به كثيرا وأعلم أنني سوف أحتاج إلى  مراجعة الموضوع فيما بعد استعدادا للاختبار ( هذا الموقف يشير أقل التوتر ) 
  • أن أقرأ خطة دراسية تبين متطلبات المقرر وعدد الامتحانات المفروضة فيه وتواريخها . 
  • أن أسمع الأستاذ يسأل الفصل سؤالا عاما عن واجب فرضه عليهم حديا. 
  • أن يسألني صديق إن كنت أشعر أنني على استعداد لامتحان قادم . 
  • أن أستعد بالمذاكرة لامتحان ينعقد في الغد .
  • أن أقرأ السؤال الأول في الامتحان فأتبين أني لا أعرف الجوابه. 
  • أن يخبرني الأستاذ أني في حاجة إلى تقدير جيد جدا ، في الامتحان النهائي حتى يمكنني اجتياز المقرر بنجاح ( هذا الموقف يثير أشد التوتر ). 


وفي الجلسة العلاجية يطلب المعالج من المريض، وهو في حالة استرخاء وطمانينة أن يتخيل الموقف الأول وهو أقل المواقف إثارة الفلق ، أو يثير أقل درجة للقلق، فإذا لم يشعر فيه بالقلق أو الخوف انتقل المعالي إلى الموقف التالي ، ويطلب منه أن يتخيله وهكذا. أما إذا شعر المريض بالقلق والخوف عند أحد المواقف فإن عليه أن يستجيب للمعالج الذي يطلب منه محاولة طرد الموقف وعدم التفكير فيه ، والعودة إلى حالة الاسترخاء . وبعد فترة يطلب المعالج من المريض تخيل الموقفه مرة أخرى، فإذا كان الخوف يقل بمعنى أن مشاعر الاسترخاء تتغلب على مشاعر الخوف فإن العلاج يتقدم . ويمكن أن ينتقل المعالج إلى الموقف التالي الأكثر شدة . مع ملاحظة أن تغلب المريض على القلق في موقف كان يخيفه من قبل يزيد ثقته في نفسه ويعطيه الأمل في التعلب على مشكلته بالكامل ويرفع من روحه المعنوية وكأن الدائرة الحميدة تبدأ دورانها، وهكذاحتي يصل المريض إلى الموقف الذي كان يثير لديه أقصى درجات القلق ، وباتباع تعليمات المعالج وحالة الاسترخاء والطمأنينة والروح الجديدة التي اكتسبها من خلال سيطرته على القلق في المواقف السابقة يمكنه أن يتغلب على القلق في الموقف الأخير ، وبذلك يتخلص من المشكلة . ويذكر المعالجون السلوكيون أن هذا الإنجاز يمكن أن يتحقق في فترة تتراوح بين خمس جلسات و خمس عشرة جلسة .
المصدر : 
علاء الدين الكفافي، الارشاد والعلاج النفسي الأسري، دار الفكر العربي، 1999

-----------------------

خطوات عملية العلاج:

1- التعرف على تاريخ الحالة و ذلك لمعرفة المثيرات التي تسهم في إزالة الاستجابات غير التكيفية و ردود الأفعال العصابية، كالخوف و القلق.
2- التعرف على تاريخ حياة المسترشد و ذلك من خلال التركيز على العلاقات الأسرية و ترتيب المسترشد فيها، و عن الفواصل الزمنية بين أخوته و علاقته بأفراد الأسرة و دور الوالدين في التأثير عليه، ثم هل أصيب المسترشد في طفولته بمخاوف مرضية أو مشكلات عصابية، ثم التعرف على ثقافة المسترشد و اتجاهاته المهنية، و علاقاته الاجتماعية.
3- تعبئة المسترشد لثلاث قوائم اختبار يعتقد ولبي أنها تنبئ عن مدى تحسن المسترشد بعد العلاج و هي:
أ‌- جدول مسح الخوف: يتكون هذا الجدول من عدد من الفقرات للمثيرات التي تقيس مدى خوف المريض و تبلغ(106) فقرات.
ب‌- مقياس الكفاءة الذاتية، وذلك لقياس مدى تحمل المسترشد للمسؤولية و الواجبات التي تطلب منه أثناء العلاج.
ج- جدول ولبي حيث يحتوي على 25 فقرة بحيث تشير الإجابة الايجابية إلى ردود أفعال عصابية.
4- الفحص السريري: من خلال إجراء فحص طبي للمسترشد للتأكد من خلوه من أمراض عضوية.

مراحل تقليل الحساسية التقليدي:

1- بناء هرم القلق: 

و هو عبارة عن المواقف أو المشاهد التي تبعث على القلق لدى المسترشد و الذي سيقوم بتخيلها و هو في حالة من الاسترخاء التام.
كما أن مسؤولية إعداد هرم القلق تقع على عاتق المسترشد فهو الذي يعاني من القلق أو الخوف و لكن المعالج أو المرشد يساعده في تحديدها، و بعد ذلك يتم ترتيب المواقف بالتسلسل بدءاً بأقلها و انتهاء بأشدها إثارة.
و قد يكلف المعالج أو المرشد المسترشد بوضع هرم القلق بنفسه كواجب بيتي، بحيث يطلب منه كتابه الموقف أو الأحداث التي تثير القلق عنده على بطاقات و أن يقوم بالخطوات التالية:

  • 1- إحضار مجموعة من البطاقات و الكتابة على كل بطاقة منها مواقف تثير القلق عند الفرد.
  • 2- إعطاء درجات تتراوح من( 0 إلى 100) لكل بطاقة من البطاقات بحيث تشير (100) إلى موقف يثير أقصى درجات القلق و علامة صفر تشير أن الموقف لا يثير أي مشاعر خوف أو قلق.
  • 3- ترتيب البطاقات بشكل تصاعدي من أقلها إثارة إلى أكثرها إثارة.
  • 4- التأكد من أن الفروق بين الفقرات بسيطة و لا تزيد عن (5) درجات.
  • 5- إعطاء أرقام متسلسلة للبطاقات.
  • و أعرض هنا مثال على هرم القلق الذي وضعه وولبي لطالبة جامعية كانت تعاني من قلق شديد من الامتحانات.
  • 1- أربعة أيام قبل الامتحان.
  • 2- ثلاثة أيام قبل الامتحان.
  • 3- يومان قبل الامتحان.
  • 4- يوم واحد قبل الامتحان.
  • 5- ليلة الامتحان.
  • 6- الطالبة في طريقها للجامعة يوم الامتحان.
  • 7- الطالبة تقف أمام باب قاعة الامتحان.
  • 8-الطالبة بانتظار توزيع أوراق الامتحان.
  • 9- ورقة الامتحان بين يدي الطالبة.
  • 10- أثناء الإجابة عن أسئلة الامتحان.
و التسلسل المنطقي للفقرات يقتضي أن تتبع الفقرة رقم(10)، الفقرة رقم(5)، إلا أن هرم القلق لا يعتمد على المنطق و إنما على ما تعنيه المواقف المختلفة بالنسبة للمسترشد نفسه.

2- الاسترخاء العضلي:

يستخدم أسلوب الاسترخاء عادة إما كأسلوب علاجي مستقل أو مصاحب للعلاج بطريقة الكف بالنقيض، وذلك عندما يحتاج إلى خلق استجابة مضادة للقلق و التوتر.
و إن طريقة الاسترخاء العضلي اقترحها جيكوبسون عام 1938 و تشتمل على إحداث توتر واسترخاء في مجموعات عضلية معينة على نحو متعاقب، ومساعدة المسترشد على التمييز بين حالة الاسترخاء و حالة التوتر، على افتراض أن ذلك يسعده في الوصول إلى أقصى درجة ممكنه من الاسترخاء، كما أن الاسترخاء يعامل بوصفه مهارة بحاجة إلى التدريب المنظم و المكثف.
و يقترح مارتن ويبر 1982 أن يتم التدريب على الاسترخاء في مكان هادئ لا مشتتات فيه ومعتم نوعاً ما، و قبل البدء بإعطاء التعليمات للمسترشد، يطلب منه الاستلقاء في سرير أو مقعد مريح وفيما يلي وصف لعملية الاسترخاء العضلي:
يتم التدريب في غرفة هادئة ذات إضاءة خافتة، بعيدة عن الضوضاء الخارجية وتحتوي على أثاث بسيط ومن المفضل أن تشتمل الغرفة على سرير حيث يمكن تسهيل عملية الاسترخاء عن طريق استلقاء المسترشد عليها، فإذا لم يتوفر السرير فيمكن استخدام كرسي كبير ومريح.
وتبدأ الخطوة الأولى من الاسترخاء بأن يجلس المسترشد على السرير أو الكرسي ويسند ظهره إليه، ( أو يستلقي على السرير ) ثم يغمض عينيه.
ويبدأ المعالج أو المرشد بأن يقول:(سوف أقوم بتدريبك على كيفية الاسترخاء، وسوف أطلب منك أثناء التدريب أن تقوم بشد العضلات في جسمك ثم إرخائها، وهكذا في بقية عضلات الجسم، هل تتابعني ؟ ثم يبدأ المعالج أو المرشد بعد ذلك في خطوات الاسترخاء خطوة خطوة، ومن المفضل أن يتم توجيه تعليمات الاسترخاء بصوت هاديء ومريح، وتستغرق كل خطوة حوالي عشر ثوان يتخللها فترة راحة بين 10 إلى 15 ثانية بين كل خطوة والخطوة التي تليها، ويتسغرق التدريب كله حوالي نصف ساعة.
ويفضل في الجلسة الأولى للاسترخاء أن يقوم المرشد أو المعالج أيضاً باستخدام خطوات الاسترخاء مع المسترشد حتى يتمكن المسترشد أن يلاحظ إذا لزم الأمر كيف يقوم المرشد بذلك.
كما ننصح المرشد بأن يجعل مدة الفواصل بين الخطوات مناسبة للمسترشد الذي يعمل معه كما يشجعه على أن يمارس الاسترخاء بنفسه في المنزل ويفضل أن يكون تسجيل الخطوات على شريط كاسيت يستخدمه المسترشد بعد ذلك في المنزل، وقد يحدث في بعض الأحيان أن يشعر بعض الأفراد بعدم الارتياح أثناء الجلسة الأولى للتدريب على الاسترخاء، وبالتالي فإنهم قد لا يصلون إلى الاسترخاء العميق على الوجه المطلوب، وفي مثل هذه الحالات فان التدريبات المنزلية قد تساعدهم على إتمام ذلك.
وفي المعتاد فان التدريب على الاسترخاء يستغرق جلستين أو ثلاث جلسات ويمكن للمرشد أو المعالج أثناء التدريب على الاسترخاء أن يستخدم بعض العبارات المشجعة أو المساعدة مثل " خذ نفسك بشكل طبيعي " " احتفظ بعضلاتك مسترخية " ... لاحظ كيف تحس الآن أن عضلاتك دافئة وثقيلة ومسترخية ...الخ.
وفي بعض الحالات قد يصبح من الصعب على بعض الأفراد أن يتموا الاسترخاء، حيث يصبح من الصعب على البعض أن يسترخي في وجود الآخرين، أو أن يغمض عينيه لفترة تزيد على بضع ثوان، بل إن البعض وهم قلة يخافون من الاسترخاء.

3- إقران المثيرات التي تبعث على القلق لدى المتعالج بالاستجابة البديلة للقلق(الاسترخاء).

و يتم ذلك بالطلب من المسترشد أن يتخيل تلك المواقف أو المثيرات تدريجياً بدءاً بأقلها و انتهاءاً بأكثرها إثارة و هو في حالة الاسترخاء.

4- اختبار أثر التعلم في الحياة الواقعية:

ويتم ذلك بنقل المسترشد إلى واقع الحياة وتعريضه للمثيرات المثيرة للقلق لديه، للتأكد من أنها تعد مثيرة لذلك القدر من القلق الذي كان يستشار في السابق، وتعد هذه المرحلة مرحلة تقسيم ضرورية في العلاج كما تلعب دوراً هاماً في تزوير شعور المسترشد بقدرته على مواجهة الموقف فعلاً.
فتقليل الحساسية التدريجي يبدأ عادة بالتخيل و في المراحل الأخيرة من عملية العلاج يطلب من المسترشد مواجهة المثيرات و الأحداث بالواقع و هذا ما يسمى" بالمواجهة العلاجية المباشرة أو بالمشاركة الفاعلة".
وفي هذه المرحلة ينتقل المسترشد إلى الموقف التالي في هرم القلق بعد مروره بالموقف السابق بنجاح، أما إذا انتقل المسترشد إلى مستوى عال من المثيرات المخيفة، وتبين أنه لم يعد في حالة استرخاء، أصبح من الضروري العودة إلى المستويات السابقة.
ولقد أوضحت العديد من الدراسات فاعلية تقليل الحساسية التدريجي في إزالة أشكال مختلفة من الاضطرابات السلوكية مثل الخوف من ( المدرسة، الامتحان، الحيوانات...الخ) و مشكلات الكلام و الاضطرابات الجنسية والإدمان........).
و ينبغي الإشارة إلى تقليل الحساسية التدريجي ليس بالإجراء المناسب لمعالجة كل الاضطرابات ذات العلاقة بالقلق بل هو الإجراء المناسب عندما تكون هذه الاستجابة الانفعالية هي المشكلة الرئيسية التي يواجهها المسترشد التي تكون وراء فاعلية هذا الإجراء.
و لقد اقترح مارتن وبير 1983 إتباع الخطوات التالية عند استخدام تقليل الحساسية التدريجي:
1- قبل البدء بتنفيذ الإجراء تأكد مما يلي:
أ- أن المسترشد قد تدرب جيداً على الاسترخاء العضلي.
ب- ان كل المثيرات الباعثة على القلق لدى المسترشد قد تم تحديدها و ترتيبها بالشكل المناسب في هرم القلق.
2- قدم المسترشد أثناء جلسات تقليل الحساسية التدريجي على نحو يؤدي إلى حدوث الحد الأدنى من القلق، فالانتقال بالمسترشد من خطوة إلى أخرى بسرعة أو إذا لم يكن في حالة استرخاء تام قد لا يحقق الأهداف المتوخاة، بل قد تزداد شدة الخوف و القلق لديه.
3- بعد أن يكون المسترشد قد انتقل بنجاح من موقف إلى آخر في هرم القلق، يجب تعزيزه بشكل فعال على تفاعله مع المثيرات التي يهدف الإجراء إلى محو الخوف الناتج عنها.
4- يجب متابعة أثر العلاج للتأكد من استمراريته لفترة زمنية طويلة، وإذا عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً أصبحت جلسات التقوية ضرورية.

صور أخرى للتخلص من الحساسية بشكل تدريجي:

اقترح بعض الباحثين صوراً أخرى للتخلص من الحساسية بشكل تدريجي، فاقترح شيرمان عام 1972م استخدام هذا الأسلوب بشكل واقعي بدلاً من الاعتماد على التخيل حيث يعرض المسترشد للمواقف التي يشتمل عليها مدرج القلق في موقف حقيقي وفي هذه الحالة لا يستخدم الاسترخاء كاستجابة مضادة للقلق وإنما يستخدم الشعور بالأمن في وجود المرشد والعلاقة الإرشادية كاستجابة مضادة للقلق، ويمكن على سبيل المثال أن يصطحب المرشد المسترشد في الموقف الذي يخاف منه وذلك بالتدريج.

المصدر : 
الدليل الارشادي لمواجهة السلوك العدواني لدى طلبة المدارس
اساليب تعديل السلوك اعداد عدنان الفسفوس 2006 ط1 فلسطين











حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-