الاضطرابات الجنسية (تعريف بالانحرافات، التشخيص، الأسباب، الوقاية، العلاج)
تأليف محمد حسن غانم
الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية
نشر سنة 2008
يختلف الجنس بالنسبة للبشر عن سائر الحيوانات الأخرى، فرغم أنه وظيفة بيولوجية لحفظ الحياة واستمرارها، إلا أنه بالنسبة للإنسان وظيفة اجتماعية ونفسية ومصدر متعة ولا يتوقف فقط على هدف التناسل. ويمثل الجنس بالنسبة للإنسان وظيفة أساسية ومتعة متاحة لكل البشر مهما كانت أوضاعهم أو درجاتهم، أو ثرواتهم أو مكانتهم أو احتياجاتهم. رغم مشاركة الجنس البشري كله في الحاجة للجنس، وفرص الحصول على العلاقات الجنسية، فما زال الجنس يحاط بالسرية بين الناس، والخصوصية التي جعلت منه لغزًا غامضًا. وقد أسهم تجنب التعامل الصريح والعلني مع الجنس إلى نقص وتشوه المعلومات عنه وسوء الممارسات فيه. ونتيجة لارتباط الجنس بأنساق الأخلاق الإنسانية وأنساق الدين أصبح يمارس بكثير من التحفظ والتوجس والمخاوف، وأحيانًا مصحوبًا بمشاعر الذنب. الجهل بالمعلومات الصحيحة عن الجنس ظاهرة عالمية، وقد تخطتها بعض المجتمعات الغربية حديثًا من خلال إضافة مناهج للتربية الجنسية في المدارس، ولكن المشكلة في مجتمعنا ما زالت متفاقمة. والمصدر المباشر للمعلومات الجنسية في مجتمعاتنا الشرقية إما الفكاهات البذيئة أو المعلومات الشفوية التي يتناقلها تلاميذ المدارس (وأغلبها غير صحيح ومشوه)، وبدأ الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب الآن يسهم في نشر المعلومات الصحيحة نوعًا ما.