مرجع الطلاب في التعبير والإنشاء في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة
تأليف : حسيب عبد الحليم شعيب ،الدكتور
نشر : دار الكتب العلمية, 2014
التعبير الكتابي هو وسيلة الاتصال بين الفرد وغيره، ممن تفصله عنه المسافات الزمانية والمكانية، وذلك لقضاء الحاجات وتسيير أمور الحياة.
- والتعبير الكتابي نوعان:
- نوع يكون الغرض منه اتصال الناس بعضهم ببعض القضاء حاجاتهم وتنظيم شؤون حياتهم، ويسمى هذا النوع: التعبير الوظيفي
- نوع يكون الغرض منه التعبير عن الأفكار والمشاعر ونقلها إلى الآخرين بطريقة مشوقة مثيرة، ويطلق على هذا النوع: التعبير الإبداعي
وهذان النوعان من التعبير ضروريان للإنسان في المجتمع الحديث، فالأول يساعد على الوفاء بمطالب الحياة المادية والاجتماعية، والثاني يمكنه من نقل مشاعره إلى الآخرين، والتأثير فيهم لطرق مختلفة. وتدريب التلاميذ على هذين النوعين من التعبير ضروري من أجل إعدادهم ليتكيفوا مع مواقف الحياة المختلفة.
وإن أول متطلبات التعبير توافر الحوافز نحو الكتابة، ولذلك يكون على المعلم خلق هذا الحافز بأسلوبه الشائق وعلاقاته الطيبة مع التلاميذ، والتي تقوم على احترامهم وعدم السخرية مما يكتبون، وتشجيعهم على التعبير. وثاني متطلبات التعبير يرتبط بالمادة التعبيرية نفسها، ولكي يكتب التلميذ ينبغي أن تتوافر بين يديه مادة الكتابة. ولذلك يمكن للمعلم أن يوجه تلاميذه إلى الكتابة عن موجودات الصف المادية، ويخرج بعد ذلك إلى موجودات المدرسة، والبيئة والطبيعة.
وهناك مصادر أخرى لا تقل أهمية عن الحياة من بينها كتب المطالعة. وثالث متطلبات التعبير، وهنا تكمن مسؤولية المعلم في تشجيع التلاميذ على استخدام اللغة العربية الفصحى، والتوجه نحو مطالعة الكتب الملائمة، وتلخيصها ومناقشتها في الصف.
- أما الخطوات التي يجب على المعلم اتباعها في تدريس التعبير الكتابي فتتلخص بما يلي:
- التمهيد : ويكون بإثارة نشاط التلاميذ بالتحدث عن الموضوع والتشويق إليه.
- كتابة الموضوع على اللوح، وتكليف تلميذ قراءته، وشرح ما فيه من مفردات غامضة.
- ترك فرصة للتلاميذ ليفكروا في الموضوع.
- العرض : أ - تقسيم الموضوع المعطي إلى نقاطه الأساسية. وذلك بوضع خطوط صغيرة تحت الكلمات التي تمثل الأقسام الأساسية في الموضوع. ب - إلقاء بعض الأسئلة على التلاميذ تتناول أطراف الموضوع وتلقي الإجابة عليها. ج - جمع الأفكار وتنسيق العناصر وذلك بالطلب إلى أحد التلاميذ التحدث في الموضوع أو في فكرة من أفكاره، ثم يطلب من تلميذ آخر أن يتحدث في ناحية أخرى من الموضوع وهكذا إلى أن يتم جمع أكثر الأفكار الرئيسية.
- كتابة الموضوع على الدفاتر : يطلب المعلم إلى التلاميذ أن يكتبوا الموضوع على دفاترهم ليجري بعدئذ تصحيحه، ويجب على المعلم أن يبتعد عن التصحيح التقليدي وذلك بتصحيح الأخطاء وإعادة الدفاتر إلى التلاميذ ليطلعوا عليها. إن هذا الأسلوب في التصحيح يرهق المعلم، ولا يعالج ضعف التلاميذ في الإنشاء، ولذلك ينبغي أن يكون تصحيح المعلم لكتابات التلاميذ تصحيحا شاملا غير متقيد بإصلاح كل خطأ وارد، وأن يكون تصحيح الدفاتر بطريقة الرموز، ليثير تفكير التلاميذ في أخطائهم، ويبعث نشاطهم إلى معرفة الصواب. وعلى المعلم أيضا أن يدون المآخذ العامة والأخطاء الشائعة التي لاحظها في عملية التصحيح، فيعرضها على التلاميذ في حصة خاصة بالإرشاد بعد عملية إرجاع الدفاتر المصححة إليهم.
وتبقى مشكلة تدريس الإنشاء من المشكلات العصبية التي تصادف معلم اللغة العربية، وما من سبيل لتقوية إنشاء التلاميذ، إلا تشجيعهم على المطالعة وتلخيص القصص التي تعجبهم، ويجب أن نعلم في النهاية أن جودة التعبير لا يمكن الحصول عليها في درس الإنشاء فقط، لأن الإنشاء عملية دائمة تعالج داخل الصف وخارجه، وفي مختلف دروس اللغة العربية.