العلاج المعرفي السلوكي - أسس وتطبيقات
تأليف : عادل عبد الله محمد
النشر : دار الرشاد - القاهرة - 2000
الطبعة : الأولى
مقدمة الكتاب
ويتناول الكتاب الحالى هذا المنحى العلاجي من الناحية النظرية والتطبيقية الإكلينيكية، ومن ثم فهو يضم بين طياته بابين، يتناول الباب الأول منهما تلك الأسس النظرية للعلاج المعرفي السلوکی، ويشتمل على ثلاثة فصول، يتناول الفصل الأول المكونات والأركان التي يستند إليها هذا المنحى العلاجي، ويتناول الفصل الثاني الأطر النظرية لهذا المنحى العلاجي وأهم الإستراتيجيات والفتيات العلاجية الحديثة التي شهدها المجال.في حين يتناول الفصل الثالث التطورات الحديثة التي شهدها هذا الميدان حتى الآن. أما الباب الثاني فيتناول التطبيقات الإكلينيكية للعلاج المعرفي السلوكي على عدد من الإضطرابات المختلفة والتي تعتبر في معظمها من التطبيقات الحديثة. ويضم هذا الباب ثمانية فصول نتجول خلالها بين تلك الإضطرابات نوضح ما شهده المجال من تطورات وكيف يمكن تناول هذا الإضطراب أو ذاك في ضوء هذا المنحى العلاجي.
ولذا فقد حددنا نقاطا معينة عند تناول كل إضطراب على حدة وحاولنا الإلتزام بها. وقد تضمنت تلك النقاط تحديدا لطبيعة الإضطراب موضوع الدراسة، والمحكات التشخيصية التي يتم في ضوئها تحديد الإضطراب وذلك وفقا لأحدث نموذج تشخيصي في المجال والذي يتمثل في الطبعة الرابعة من دليل التصنيف التشخيصي والإحصائي للأمراض والإضطرابات النفسية والعقلية DSM
- IV الصادرة عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA عام 1994، إلى جانب العلاج المعرفي السلوکی للإضطراب، والفنيات العلاجية المعرفية السلوكية التي يمكن إستخدامها وذلك في ضوء طبيعة الإضطراب مع تخطيط للبرنامج العلاجي الذي يمكن اللجوء إليه في هذا الصدد، إضافة إلى دراسات علاجية حديثة أجريت في الغالب خلال عقد التسعينيات المنصرم وذلك لكل إضطراب على حدة أتبعناها بتعليق عام عليها وعلى الفصل ككل وذلك حتى تعم الفائدة .
إلا أننا قد آثرنا في بعض الفصول الخروج على تلك النقاط وذلك في الشكل فقط دون المضمون حتى لا يشعر القارئ بنوع من الملل. هذا ويتناول الفصل الرابع إستخدام هذا المنحى العلاجي مع الإضطرابات الإكتئابية، ويتناول الفصل الخامس إستخدامه مع إضطرابات القلق ويتضمن ذلك إستخدامه مع إضطراب القلق العام، وإضطراب الهلع، وإضطراب إنعصاب مابعد الصدمة، والمخاوف المرضية بما تضمه من رهاب الخلاء أو الخوف من الأماكن الواسعة، والمخاوف الإجتماعية، والمخاوف النوعية، إلى جانب إضطراب الوسواس القهري.
في حين يتناول الفصل السادس الآلام المزمنة وهي تلك الآلام الجسمية التي لا تعود إلى أي أساس عضوی وتعتبر بمثابة آلام هستيرية والتي تعد من التطبيقات الحديثة لهذا المنحى العلاجي. ويتناول الفصل السابع إضطراب صورة الجسم بما يتضمنه من إضطراب الإنشغال المرضى بشكل الجسم أو ما يطلق عليه تشوه صورة الجسم، وفقد الشهية العصبي، والشره العصبي، وإن كان هذان الإضطرابان الأخيران من إضطرابات الطعام فإن النموذج المعرفي لكل منهما يربطهما بصورة الجسم حيث يعد الإنشغال الرئيسي للفرد فيما يتعلق بهذين الإضطرابين مرتبطا بشكل الجسم ووزنه وصورته.
أما الفصل الثامن فيتناول الإعاقات الجسمية الحسية، وباستثناء التخلف العقلي الذي أفردنا له فصلا مستقلا فلا توجد دراسات علاجية تنتمي إلى هذا المنحى العلاجي قد تناولته مع الإعاقة السمعية، في حين توجد دراسات قليلة جدا إستخدمته مع الإعاقة البصرية . ويتناول الفصل التاسع إضطرابات الشخصية، وقد حاولنا خلال ذلك الفصل أن نوضح ما قد يكتنف علاج تلك الإضطرابات من عقبات، بينما يتناول الفصل العاشر الإضطرابات الذهانية والتي يعد إستخدام هذا المنحى العلاجي معها من التطبيقات الحديثة أيضا، وهو نفس ما ينطبق على التخلف العقلي الذي يتناوله الفصل الحادي عشر والأخير .