القياس والتقييم في الطفولة
تأليف : محمد أحمد دياب
الناشر: دار الزهـراء
لا شك أن تطوير التعليم أضحى ضرورة لا مفر منها أمام مجتمعاتنا باعتباره حجر الزاوية في بناء الصرح الحضاري الذي نشده ومن ثم فإنه عند التحدث عن تطوير التعليم فإننا نجد أن الخطوة الأولى لهذا التطوير هي عملية القياس والتقويم التربوي .
ومع تأكيد الدراسات الحديثة على أهمية السنوات الست الأولى في حياة الطفل وأثرها البالغ في نموه وبناء شخصيته وتنمية قدراته جاء الاهتمام العالمي المتزايد بتربية ورعاية الأطفال والتأكيد على ضرورة توفير بيئة غنية تثري خبرات الأطفال بداية من
لحظة الميلاد وانتهاءا بالمرحلة الابتدائية ، فتلك الفترة تمثل الأساس الذي يبني عليه شخصية الفرد العلمية والمهنية والاجتماعية ، ومن هنا أصبح موضوع قياس وتقييم الأطفال الصغار موضوعا رئيسا وأساسيا في البرامج التي تخدم الأطفال .
ومن خلال استعراض كتب القياس والتقييم لطفل ما قبل المرحلة الابتدائية في المكتبة العربية نجد أنها تتميز بالندرة الشديدة ومن ثم قد يكون هذا الجهد بمثابة لبنة لسد ثغرة في البناء المعرفي .
وفي هذا الكتاب الذي بين أيدينا تناولنا في الباب الأول مفاهيم القياس والتقييم والتقويم ، ثم جاء الباب الثاني محتويا على خصائص النمو المرحلة الطفولة للتعرف على خصائص كل مرحلة حتى يكون القياس والتقييم والتقويم مبنيا على أسس علمية وفقا السمات كل مرحلة وتوقعاتها ، ثم تناولنا في الباب الثالث الذكاء والفروق الفردية بشيء من التفصيل للتعرف على أنواع الذكاء ونظرياته وأشهر اختباراته في مختلف مراحل الطفولة ، وفي الباب الرابع تم استعراض أساليب وأدوات القياس والتقويم مع تناول بناء الاختبارات بشيء من التفصيل وذلك في مختلف مراحل الطفولة بداية من مرحلة الرضاعة والمهد ثم الطفولة المبكرة وطفل المدرسة ، ثم تناولنا الأهداف التربوية وتصنيفاتها كخطوة أولى وأساسية في عملية بناء الاختبارات ، وأخيرا في الباب الخامس تم تناول أداة القياس الأساسية وهي الإحصاء التربوي حيث تم استعراض نشأة وتطور علم الإحصاء وكذلك كيفية تبويب وعرض البيانات مع التعرف على الفروق بين كلا القياس والتقييم في الطفولة من الإحصاء الوصفي والاستدلالي مع تناول مفاهيم الوصف الإحصائي (النزعة المركزية - التشتت - الارتباط) بشيء من التفصيل .