التسويق والفراغ : الأدوار التسويقية وسلوك المستهلك
تأليف :
أحمد عرفة
سمية شلبي
سلسلة الادارة لدحر الفراغ الاداري
ان العديد من الجهود العلمية والموتمرات ترمي الى ربط النظريات والنماذج والمفاهيم العلمية بالممارسة العملية لسد الهوة بين المفاهيم العلمية والممارسات العملية لتلك المفاهيم ومن ثم فقد جاءت فكرة هذا الكتاب التسويق والفراغ علی طریق سد تلك الهوة بين المفاهيم العلمية والممارسات العملية وذلك بتوجيه النماذج والمفاهيم العلمية التسويقية تجاه البيئة العملية وربط تلك النماذج والمفاهيم بواقع التطبيق. ولاشك أنه من أجل ذلك فان على الادارة أن تتبنى الاستراتيجيات والنماذج الوصفية والكمية التي تلائم البيئة الفعلية وواقع التطبيق العملي بحيث يساهم ذلك في سد الفجوة بين المفاهيم العلمية ومتطلبات التطبيقات العملية. ان ذلك لن يتأتى الا عن طريق توجيه النظريات والمفاهيم العلمية وجعلها تتمشى مع احتياجات البيئة الواقعية والممارسات العملية. وكذا مواجهة القصور والاخطاء التي قد تنشأ عند التطبيق ومواجهة العقبات التي قد تتأتی عند قيام الادارة بالتغيير والتأثير في القوى والظروف البيئية. ولا يخفى أن ذلك سوف يمكن من سد الهوة بين المرغوب تحقيقه والمتاح تحقيقة وذلك من أجل تحقيق المرغوب (وليس المتاح) على أفضل وجه ممكن . ومن ثم فانه من أجل سد الهوة بين العلم والممارسات العملية في مجال التسويق فانه ينبغي أن يتم اختبار الاساليب والأدوات والنماذج العلمية والاستراتيجيات الفعالة والملائمة للبيئة التسويقية والتي تمكن من التأثير فيها أو التواءم معها. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فانه ينبغي أن يتم التطبيق السليم لتلك الأساليب والادوات والنماذج العلمية والاستراتيجيات. فالملاحظ من خلال التجارب أن الهوة بين العلم والممارسة تأتي بصورة أساسية اما لعدم ملائمة الاستراتيجيات والنماذج والأساليب التسويقية العلمية للبيئة التسويقية وقطاعاتها وللمواقف التسويقية وفئات المستهلك المرتبطة بها، أو لوجود قصور في تطبيق تلك النماذج والاساليب والاستراتيجيات التسويقية ، أو لكليهما معاه
وفي هذا الاطار فان التركيز هنا سوف ينصب على النماذج التي تخدم التطبيق العملی بمنشآتنا التسويقية بحیث يوصل ذلك الى تحقيق رضاء المستهلك وتحقيق الاهداف المرغوبه (وليست المتاحه ) على أفضل وجه ممكن . ومن ثم تساهم تلك النماذج في سد الهوة بين المفاهيم العلمية والتطبيق العملي، بحيث لا تطل علينا تلك النماذج والمفاهيم العلمية من برج عاجي لا يجد الى الواقع سبيلا . ولن يتأتى ذلك الا بجعل تلك المفاهيم والنماذج العلمية تتواءم وتتوافق مع ملابسات ومواقف التطبيق العملي وتمكن من تبنى القيم والمثل الحضارية العربية الاسلامية السامية وتعتمد في سبيل ذلك على بنوك متخصصه للمعلومات الحقيقية والعملية، حتی يمكن تخطى الهوة بين المفاهيم والنماذج العلمية وبين فعاليات التطبيق العملي. إذ لا ينبغي أن نستورد نظريات ونماذج سلوك المستهلك من الخارج ونقوم بتطبيقها حرفيا ببيئتنا العربية الاسلامية . ولكننا بذلك لا نعني عدم الأخذ بما يتوافق منها مع المتغيرات البيئية والقيم والمثل التي تشكل منهاجا ونبراسا لحضارتنا ولاجيالنا القادمة. ومن ثم فانه لا مناص من تكريس الجهود تجاه تأصيل مفاهيم ونماذج و نظریات سلوك المستهلك وتوجيه ذلك السلوك بما يتوافق مع قيمنا وتراثنا الحضاري والاسلامی والمتغيرات الفريدة بعالمنا. ومن ثم فاننا نوکد في سبيل ذلك على أهمية تبنی منشآتنا التسويقية لفلسفة ادارية تسويقية ذات متغيرات أمبله ونابعة من البيئه المحلية والظروف المحيطه. ومن ثم انه في سبيل ذلك فان على منشآتنا التسويقيه أن تتبنى القيم العربية والمثل الاسلامية كأساس لفلسفتها التسويقية ، بحيث تكون نبراسا لها عند مزاولة استراتيجياتها ومهامها التسويقية وتحقيق الأهداف المرغوبه المنشأة والأطراف المرتبطة بها ، وخاصة ما يتعلق بأهداف حماية المستهلك
والجدير بالذكر هنا أن نشير الى أننا سوف نتبع في هذا الكتاب مدخل النظم والقرارات والمداخل الحديثة المرتبطة باعتبارها من أحدث المداخل وأكثرها ملائمة لهذا الكتاب . فتبنى مدخل النظم والقرارات والاستراتيجيات التسويقية سوف يمكن من سد الهوة بين ما ترغب الادارة التسويقية في تحقيقه وبين المتاح تحقيقه لجعل المرغوب في تحقيقه ( وليس المتاح تحقيقه ) ممكنا التحقيق على أفضل وجه ممكن.