مربع البحث

نظرية التعلم بالملاحظة والتقليد لباندورا

نظرية التعلم بالملاحظة والتقليد لباندورا

Albert BANDURA

نظرية التعلم بالملاحظة والتقليد لباندورا

مقدمة

تعد نظرية باندورا من النظريات المهمة في التعلم الاجتماعي و تعرف بنظرية التعلم الملاحظة والتقليد أو نظرية التعلم الاجتماعي حيث ركز باندورا في هذه النظرية على التقليد  وهو : ملاحظة نموذج معين ثم تقليد سلوكه ويصعب حصر هذا النموذج في شخص معين  تحدث باندورا عن النظام النفسي للفرد وهو مفهوم الفرد عن قدرته على الإنجاز أو عدم الإنجاز ويرى باندورا أن عملية التعلم الاجتماعي تتكون من جزأين هما:
  • أ‌-   وجود قدوة وملاحظتها وتقليد سلوكها .
  • ب‌- النظام النفسي للفرد ( مفهوم الفرد عن قدراته ) ومن هنا نجد أن نظرية باندورا ترتكز أساسا على التقليد والتعلم بالملاحظة لنموذج معين وكذلك إحساس الفرد وقدرته على الإنجاز .
و فيما يلي عرض لهذه النظرية المهمة في تفسير التعلم الاجتماعي...
و بالله التوفيق...

نظرية التعلم بالملاحظة و التقليد

التعلم هو العملية الحيوية الدينامكية التي تتجلى في جميع التغيرات الثابتة نسبياً في الأنماط السلوكية والعمليات المعرفية التي تحدث لدى الأفراد نتيجة لتفاعلهم مع البيئة المادية والاجتماعية من خلال التقليد التكرار و الممارسة و التدريب . ( منصور و آخرون , 1997م , ص 236)

ظل علم النفس يبحث في أسباب السلوك (الحيواني والإنساني) وتقصي المثيرات البيئية الخارجية التي ترتبط بالقدرة على الاستجابة عند الكائن الحي ولماذا تتم هذه الارتباطات، أو نحو تقصي القوى الدافعة، أو المسيرة الداخلية الرئيسة التي تجعل الحيوان والإنسان يتصرفان على النحو الذي يتصرفان به، ليأتي موقف بديل يؤكد على أهمية العاملين الداخلي (المتعلق بالمتعلم) والخارجي (المتعلق بالمحيط) والتفاعل المتبادل حتى وإن كان هناك اختلاف حول كيفية حدوث هذا التفاعل المتبادل.

وقد صُور هذا الاتصال أو هذه النظرة الثالثة بطرق ثلاثة تختلف اختلافا أساسيا.
  1. - أول هذه الاختلافات تكمن في النظرة إلى الفرد والبيئة كما لو كانا كيانين مستقلين يتحدان بطرق مختلفة لإحداث النتاج السلوكي. ويمكن تمثيل هذا الاتحاد بالمعادلة: (P,E)  B=F وهذا يمثل الفكرة القائلة: إن السلوك (B) هو دالة للمتغيرات الذاتية المستقلة (P) والمتغيرات البيئية المستقلة (E)، لتصبح المعادلة على الشكل التالي: (P--E) B=F
  2. - يصور الطريق الثاني التفاعل بين طرفي المعادلة والنظر للفرد وللبيئة كسببين معتمدين على بعضهما البعض لإحداث الأثر السلوكي، وليس كأسباب مستقلة عن بعضها البعض وتتمثل هذه الخطة على النحو التالي: (P_E)  B=F 
  3. - أما الطريق الثالث يتصور السلوك والمحددات الفردية والبيئية كما لو كانت جميعها نظاما متشابكا من التأثيرات المتبادلة أو المتماثلة لتصبح المعادلة بهذا الشكل:

محددات السلوك

وهذا ما يكمن وراء إفتراضات الكثير من أبحاث التصميم العاملي الذي تحلل فيه المقاييس السلوكية لتحديد كم من التباين السلوكي يكون نتيجة للخصائص الفردية، وكم من التغير نتيجة لأوجه التغيرات الموقفية، وكم من نتيجة للتفاعل بين الإثنين معا.

عند النظر إلى هذه المصادر الرئيسية الثلاثة من المحددات، فلا تعطى لأي منها أي مكانة متميزة على حساب المصدرين الآخرين، رغم أنه في بعض المواقف فإن أيا من العوامل الثلاثة قد تبرز كمؤثر مسيطر. ويقول باندورا إن هذا هو موقفه هو، أو ما يسمى بالحتمية المتتبادلة. (ناصف , 1986م , ص 132-133)

يعود تاريخ نشأة نظرية التعلم بالملاحظة إلى بداية الستينيات، عندما قدم زعيمها ألبرت باندورا (Albert BANDURA) بحثاً إلى ندوة نبراسكا (Nebraska) بعنوان "التعلم الإجتماعي من خلال المحاكاة و التقليد ("SOCIAL LEARNING THROUGH IMITATION") (1962). ونشر بالاشتراك مع أحد طلابه وهو ريتشارد ولترز (R. WALTERS) كتاباً تحت عنوان "التعلم الاجتماعي ونمو الشخصية" (SOCIAL LEARNING AND PERSONALITY DEVELOPMENT)" (1963). 

ولم تتخذ أبعادها وتكتمل محاورها كنظرية إلا بعد مضي أكثر من عقد من الزمن، أي في نهاية السبعينيات. فبعد أن أشار الباحثان إلى كتاب ميللر ودولارد "التعلم الإجتماعي والتقليد" وما إحتواه من فرضيات تستثير الفكر، سجلا حقيقة ذات مغزى تطوري وتاريخي، حيث قالا: "وقد تطلب الأمر عشرين سنة أخرى كي تصبح المحاكاة مشكلة نظرية ومشكلة بحث على قدر كبير من الأهمية وقد تحول محور إهتمام رئيسي من محاور البحث من تحليل التعلم القائم على المحاكاة إلى تحليل التعلم بالملاحظة. وهذا النوع من التعلم يتصدى إلى قضايا إكتساب الإستجابات الجديدة."  (عامود , 2001م , ص346) و  يُنظر إلى التأثيرات المحددة على أساس أنها إحتمالية في طبيعتها أكثر من كونها الحتمية السببية، محددات السلوك هذه يمكن تمثيلها في الشكل التالي :

محددات السلوك

هو شكل مثلث والعوامل الشخصية وُضعت في رأس المثلث المقلوب لما لها من أهمية حسب باندورا. العمليات المعرفية التي تعتبر نظما تمثيلية رمزية، عادة ما تتخذ شكل الأفكار والصور الذهنية، وتلعب دورا مركزيا في نظرية باندورا إذ تتحكم في سلوك الفرد والبيئة، وفي الوقت ذاته محكومة لذلك بسلوك الفرد والبيئة. على كل حال كل هذه العناصر متأثرة ومؤثرة بعضها في بعض.

في الحتمية المتبادلة فإن السلوك الإنساني هو وظيفة المحددات السابقة المتعلمة واللاحقة المحددة. وكل مجموعة محددات تحتوي على متغيرات هي في طبيعتها معرفية إلى حد كبير، وإن لم تكن كذلك بصورة مطلقة. وهذه الأشكال من أشكال المعرفة تحدث من خلال ملاحظة الإنسان لنتائج سلوكه هو و/  أو من ملاحظته لسلوك الآخرين وهكذا فإن مصدرين رئيسيين للتعلم هما نتائج الاستجابات (التعلم بالعمل) وما ظل حتى الآن يدرس بصورة تقليدية تحت عناوين مختلفة مثل المحاكاة (أو التقليد)، والعمليات الإبدالية النموذجية، أو التعلم القائم على الملاحظة (التعلم بالملاحظة). (ناصف , 1986م , ص 133)

أما فيما يخص المحددات السابقة للسلوك هي تلك التأثيرات المعقدة التي تحدث قبل قيام السلوك، وتشمل المتغيرات الفسيولوجية والعاطفية، والأحداث المعرفية مثل التوقعات والترقبات، والآليات الفطرية للتعلم أما المحددات التالية فتشمل أشكال التعزيز (التدعيم) أو العقاب التي قد تكون خارجية في طبيعتها. أو داخلية، أو حثا ذاتيا.

 نموذج التعلم بالملاحظة يقوم على افتراض أن الإنسان ككائن اجتماعي يتأثر باتجاهات الآخرين ومشاعرهم وتصرفاتهم أي بسلوك الآخر. ونتعلم الاستجابات الجديدة ﻟﻤﺠرد ملاحظة سلوك الآخرين. هؤلاء الناس الآخرون يعتبرون من الناحية التقنية نماذج، واكتساب الاستجابات من خلال مثل هذه الملاحظة يسمى الإقتداء بالنموذج وهذا الإقتداء يكون عن طريق الملاحظة التي تقتضي الانتباه.

افتراضات ومفاهيم النظرية

تنطلق هذه النظرية من افتراض رئيس مفاده أن الإنسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعات من الأفراد يتفاعل معها ويؤثر ويتأثر فيها، وبذلك فهو يلاحظ سلوكيات وعادات واتجاهات الأفراد الآخرين ويعمل على تعلمها من خلال الملاحظة والتقليد. حيث يعتبر هؤلاء الآخرين بمثابة نماذج (Models) يتم الإقتداء بسلوكياتهم.

ترى هذه النظرية أن هناك عمليات معرفية معينة تتوسط بين الملاحظة للأنماط السلوكية التي تؤديها النماذج وتنفيذها من قبل الشخص الملاحظ. ومثل هذه الأنماط ربما لا تظهر على نحو مباشر، ولكن تستقر في البناء المعرفي للفرد بحيث يصار إلى تنفيذها في الوقت المناسب، وهذا ما يشير إلى مفهوم التعلم الكامن " Latent learning ".

يتضمن التعلم بالملاحظة جانباً انتقائياً، إذ ليس بالضرورة أن عمليات التعرض إلى الأنماط السلوكية التي تعرضها النماذج يعني تقليدها. فقد يعمل الأشخاص على إعادة صياغة تلك الأنماط السلوكية على نحو معين، وهكذا فإن الانتقائية في تعلم جوانب معينة من سلوكيات النماذج، وأداء بعض الجوانب منها يرتبط على نحو دقيق بمستوى الدافعية والعمليات المعرفية لدى الفرد الملاحظ.


آليات التعلم الاجتماعي

يرى باندورا (Bandura, 1969) أن التعلم بالملاحظة يتضمن ثلاث آليات رئيسية هي :

أولاً: العمليات الإبدالية " Reciprocal processes"

وفقاً لهذه الآلية ليس بالضرورة أن يتعرض الفرد مباشرة إلى الخبرات المتعددة كي يتعلمها، ولكن يمكن له ملاحظة النماذج المختلفة وهي تمارس مثل هذه الخبرات. فالنتائج التعزيزية أو العقابية الناجمة عن سلوك النماذج تؤثر على نحو بديلي في عملية التعلم. ومن الأمثلة عليها الخوف من بعض الأشياء كالحيوانات والحشرات وغيرها من الأحداث.

تابع القراءة في الصفحة الثانية

ثانياً: العمليات المعرفية " Cognitive Processes "

يرى باندورا أن عمليات التعلم للأنماط السلوكية من خلال الملاحظة لا تتم  على نحو أوتوماتيكي، فمثل هذه العمليات تتم على نحو انتقائي وتتأثر إلى درجة كبيرة بالعديد من العمليات المعرفية لدى الفرد الملاحظ، مثل الاستدلال والتوقع والقصد.

ثالثاً: عمليات التنظيم الذاتي " Self – Regularity Processes

يشير هذا المبدأ إلى قدرة الإنسان على تنظيم الأنماط السلوكية في ضوء النتائج المتوقعة منها.


دور الثواب والعقاب في التقليد

لقد أضحت التجارب انه إذا ما قلد طفل شخصا ما وانه كان يثاب على ذلك بانتظام فان الطفل سوف يقلد سلوك الآخرين بسرعة كبيرة وبالعكس فعندما يقوم الطفل بعمل مخالف لما يقوم به شخص آخر ويكافأ على ذلك باستمرار فان ميلا لعدم التقليد يتولد عنده ان التلقي وعدمه يعتمدان على طريقة التعزيز المصاحب لهما

لقد أورد باندورا 1960م العديد من الدراسات التي تحت عنوان ( التعلم الاجتماعي من خلال التقليد ) وفي هذه الدراسات أوضح باندورا  أن الأطفال يظهرون اهتماما متزايدا لتقليد شخص في أعقاب التفاعل السار معه أم الأطفال يقلدون السلوك العدواني لرجل بالغ أكثر من تقليدهم سلوك امرأة.

إن النموذج الحي والنموذج الممثل في الصور المتحركة لها نفس التأثير في أحداث التقليد ،ان الأطفال الذين يشاهدون نموذجا يكافأ على سلوكه العدواني يقلدون هذا السلوك أكثر مما لو كان لم يكافأ أو انه قد عوقب

إن الأطفال الذي يكافئون لمحاكاة الأحكام الأخلاقية للنموذج يغيرون من أحكامهم الأخلاقية ليصبحوا مثل النموذج الذي تنمو لديه قوة تعزيزية يتم تقليده أكثر من النموذج الذي لا يملك مثل هذه القوة وبوجه عام فان الأشخاص الجميلين وذوي الحظوة الاجتماعية  والأكفاء والأقوياء فأنهم ينتزعون تقليد الآخرين لهم أكثر من النماذج التي لا تملك هذه الصفات .

الانتباه والتعلم

  1. من بين التجارب التي قام بها باندورا في إحدى رياض الأطفال هي أنه قام بتقسيم الأطفال إلى خمس مجموعات كما يلي:
  2. شاهد أفراد المجموعة الأولى رجلا يعتدي جسديا ولفظيا على دمية كبيرة بحجم الإنسان مصنوعة من المطاط مملوءة بالهواء.  
  3. أفراد المجموعة الثانية شاهدوا نفس الأحداث مصورة في فيلم سينمائي.
  4. أفراد المجموعة الثالثة شاهدوا هذه الأحداث العدوانية نفسها لكن في فيلم كرتوني.
  5. أفراد المجموعة الرابعة لم يشاهدوا أيا من هذه الأحداث واعتبروا كمجموعة ضابطة 
  6. أفراد المجموعة الخامسة شاهدوا شخصا مسالما غير عدوانيا.

ثم وضع كل طفل من هذه المجموعات الخمس إلى وضع مشابه للوضع الذي شاهد فيه سلوك النموذج وقامت مجموعة من الملاحظين بالمراقبة، من وراء زجاج نافذة ذو اتجاه واحد، استجابات كل طفل للوضع الذي هو فيه وتسجيل الاستجابات العدوانية. وبينت نتائج الدراسة أن متوسط الاستجابات العدوانية للمجموعات الثلاثة الأولى (التي شاهدت الموقف العدواني) يفوق بكثير متوسط استجابات المجموعتين (الرابعة والخامسة).( أبو جادو , 1998م , ص 180)
 

 آثار التعلم بالملاحظة:

هي بما يسميها أيضا باندورا التعلم بالمحاكاة ويقترح على الأقل ثلاثة أنواع من آثار هذا التعلم بالملاحظة :
  •       1- تعلم سلوكيات جديدة: عندما يقوم النموذج بأداء استجابة جديدة فإن الملاحِظ يحاول تقليدها، والنموذج ليس بالضرورة أن يكون حيا حقيقيا، بل يكون في التمثيلات الصورية، والرمزية الموجودة في الأساطير والكتب والأفلام والحكايات الشعبية وغيرها، كل ذلك يقوم بوظيفة النموذج الحي.
  •       2- الكف والتحرير: ملاحَظة النموذج تؤدي إما إلى تحرير بعض الاستجابات التي كانت متاحة من قبل في رصيد الشخص الملاحِظ وإما إلى الكف وتجنب أداء بعض السلوكيات.
  •       3- تسهيل ظهور استجابات: هي الاستجابات التي تقع في حصيلة الملاحظ السلوكية فالأمر لا يستدعي اكتساب استجابة جديدة بل يساعد على إزالة الخوف ومنع الكف.
والواقع أن آثار النماذج لا تقتصر على مجرد المحاكاة علما أن عمليات الانتباه لها محددات والإنسان لا ينتبه لكل الحوادث التي تحصل في الحياة. ووفقا لما قاله باندورا هناك على الأقل متغيران رئيسيان، بالإضافة إلى الدافعية، يؤثران على هذه العملية. الأول يرتبط بخصائص النموذج،  ويرتبط الثاني بخصائص الفرد الملاحظ.

فالنماذج التي تهتم بحاجات الأشخاص الذين يقومون بالملاحظة، والتي تقدم غالبا مكافأة لهؤلاء الملاحظين هي التي يتم إنتقاؤها من قبل الملاحظ، بينما يجري تجاهل تلك النماذج التي تنقصها مثل هذه الخصائص، ونتيجة لذلك فإن الأفراد الملاحظين لابد من أنهم يتعلمون بالملاحظة من النوع الأول أكثر من النوع الثاني.

وخاصية أخرى من خصائص الأشخاص الملاحظين التي تؤثر على الإنتباه هي مستوى النمو (فالأطفال الأكبر سنا لديهم مدى إنتباه أطول من الأطفال الأصغر سنا. وبالإضافة لذلك فالأطفال الأكبر سنا قد يعرفون متى ينتبهون ومتى لا ينتبهون للنموذج.)

التطبيقات التربوية

  • هذه النظرية تساعد على مراجعة أساليب نمذجة السلوك والتنشئة الإجتماعية ومراجعة الأدب التربوي والنفسي والإنتباه لأهمية وتنوع مصادر المعرفة سواء بالنسبة للمتعلم أو المعلم ذاته، باختيار النصوص التربوية مثلا والشخصيات التاريخية المدروسة ومآثرها.
  • التعلم بالملاحظة يساعد على إكساب سلوكات جديدة نتيجة ملاحظة النماذج التي يعايشها التلميذ سواء من خلال الزملاء أو المعلمين أو النماذج التي يقرأ عليها في النصوص المدروسة مثلا ويشاهدها في الأفلام والأقراص المضغوطة، ولذا فمراقبة هذه النماذج يعتبر أمرا مهما لكل من يقف عمله على التربية والتعليم.
  • إذا كانت عملية النمذجة هي نسخ سلوك آخرين مهمين للمتعلم مثلا فان مراعاة التعزيز في العملية التربوية يعتبر أمرا ضروريا.
  • تساعد عملية التعلم بالملاحظة و التقليد في تعلم العادات الإجتماعية أي ثقافة المجتمع وإكساب اللغات.
  • التلميذ الذي يتعامل مع معلمين (نماذج) مختلفين يساعده ذلك على زيادة خبراته غير المباشرة.  ( العتوم , 20005م , ص 311)


الميزة الكبرى للتعلم بالتقليد وفق نظرية باندورا على غيره من أشكال التعلم هي أنه يقدم للمتعلم سيناريو تتوالى فيه أنواع السلوك المطلوبة ، حيث لن يوضع شخص أمام عجلة القيادة في سيارة ويطلب منه أن يتعلم القيادة بالمحاولة والخطأ فقط ، وإنما يتعلم عن طريق ملاحظته و تقليده للنموذج ، وتلح نظرية التعلم الاجتماعي على أهمية التعزيز في إتباع سلوك القدوة كما أنها تقدم أسلوبا لكيفية إدارة الصف ، وأرى أن أهمية أسلوب المحاكاة و التقليد في الصف المدرسي تتضح في التالي :
  • - يمكن تسهيل التعليم في الصف بدرجة كبيرة بأن نقدم النماذج الملائمة حيث يستطيع المعلم استخدام العديد من النماذج لحث التلاميذ على إتباعها .
  • - صياغة نتائج السلوك سواء كانت ثوابا أو عقابا في ضوء تأثيرها على المتعلم ،فلا يمكن للمعلم أن يفترض أن المنبه الذي يعتبره هو سارا سيؤدي إلى تقوية السلوك أو تدعيمه . فمثلاً الشخص شديد الخجل سيكون التفات أقرانه له نوعا من العقاب وليس تشجيعاً له . كما أن المعلم لا يستطيع أن يسأل تلاميذه عما يعتبرونه معززا لسلوكهم إذ أن ذلك سيفقد المعزز أثره كما هو الأمر في حالة المدح والتعزيز 

قائمة المراجع

  • 1- بدر الدين عامود، علم النفس في القرن العشرين (ج.1)، منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق– 2001م .
  • 2- صالح محمد علي أبو جادو، علم النفس التربوي، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة-عمان، الطبعة الأولى، 1998م .
  • 3- عبد المجيد سيد أحمد منصور و آخرون : علم النفس التربوي , دار الأمين للطباعة و النشر , القاهرة , 1997م .
  • 4- عدنان يوسف العتوم وآخرون، علم النفس التربوي: النظرية والتطبيق، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان ، 2005 م .
  • 5- مصطفي ناصف، نظريات التعليم، دراسة مقارنة، ج.2. ترجمة، على حسين حجاج، عالم المعرفة، 1986م .



منقول من موقع ريسيرش جيت

رابط التحميل




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-