مدارس علم النفس المتعاصرة
تأليف : روبرت ودورث
ترجمة : كمال دسوقي
نشر : دار النهضة العربية
يعد علم النفس من العلوم الحديثة نسبياً غذ يعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر حيث أخذ بأسلوب التجربة، وقد شهدت بداياته تعثراً وتفرقاً واختلافاً فانقسم العلماء إلى مدارس ومذاهب شتى لكل منها منهجه وغايته وموضوعه. ولذا جاء هذا الكتاب ليؤرخ لعلم النفس الحديث من خلال هذه المدارس فيعرف كل مدرسته بخطوطها العامة وبأهم أعلامها، والمؤلف يقدم في الفصل الأول نظره عامة إلى حركة علم النفس في القرن العشرين حيث كانت هذه السنوات نشيطة في الدوائر السيكولوجية، وقد تزايد فيها علماء النفس عشرة أضعاف ما كان عليه في القرن التاسع عشر. ويجعل من عام 1912 حدا بين عهد قديم آخر جديد ظهرت فيه المدارس النفسية في تمام نضجها إلى حد كبير.
ويعرض في الفصل الثاني لسيكولوجيا الاستبطان والمدرسة الوجودية، والاستبطان هو منهج من مناهج الملاحظة في علم النفس وليس ملكاً لمدرسة بعينها. وتكمن مقدمات المنهج الاستبطاني فيما قام به ميلر وتلاميذه من عمل في عام 1890 وغيره من العلماء البارزين، أما علم النفس الوجودي فهو يعني بالدرجة الأولى بالخبرة الشخصية كما أنه يحاول تناسي المعاني والقيم وكل ما يشير إلى شيء فيما وراء الخبرة. والفصل الثالث مكرس لدراسة السلوكية كما يمثلها جون وطسون. وعلم النفس كما يراه السلوكي هو شعبته تجربته موضوعية خالصة من العلم الطبيعي وهدفه النظري هو التنبؤ بالسلوك وضبطه.
وأما سيكولوجيا الجشطلت أو الشكلية فهي موضوع الفصل الرابع، والجشطلت كلمة ألمانية عامة معناها شكل. ولقد بدأت هذه المدرسة كثورة على النظام القائم، فاصطدمت بعلم النفس التقليدي وبوجه خاص على المدرسة الارتباطية. ويرى الجشطليتون أن الكائن العضوي أو الحيواني هو كل منظم وليس مجرد مجموعة أجزاء وأعضاء.
وفي الفصل الخامس يعرض لدراسة إحدى مدارس علم النفس وهي مدرسة الطب العقلي والتي نشأت عن ممارسة الطب وقد سمت نفسها أحياناً "سيكولوجيا الشعور أو العاطفة". وقد بدأ الاهتمام بالتحليل النفسي باعتباره حركة في داخل الطب العقلي-في القرن التاسع عشر. ثم يعرض في الفصل السادس لمذهب القصد أو علم النفس الهورمي وهذه المدرسة تأخذ نقطة بدئها من حقيقة القصد، والنشاط الإنساني يظهر هذه الوجوه المختلفة إن لم يظهر إلى جانبها أكثر منها، ويشمل علم النفس الهورمي مذاهب فرويد وأدلر ويونج. أما الفصل السابع والأخير فيدور الحديث فيه عن علماء النفس الذين لا تربطهم بالمدارس السابقة أية صلة.