أثر تدريب الوظائف التنفيذية في علاج بعض صعوبات تعلم الرياضيات لدى الأطفال
إعداد : إسماعيل, نيفين عمر.
المستخلص :
إن التطور الهائل الذي يشهده العالم في المجال التربوي حديثاً يفرض العديد من التحديات على المسؤولين عن التعليم والتدريب، والمتابع لهذا التطور يلاحظ ان هناك كماً هائلاً من التركيز على تعليم التفكير، وحل المشكلات، حيث أصبح الطفل هو محور العملية التعليمية .
وغالبا يواجه الأطفال ذوي صعوبات التعلم تحديات كثيرة في التعامل مع المنهج الدراسي العادي تتعلق بعملية تنظيم المعلومات، وعدم الإلمام بالمعلومات اللازمة لتعلم كثير من المهام الأكاديمية، كما أنهم بحاجة إلى مزيد من التغذية الراجعة والتدريب والممارسة الموجهة حتى يمكنهم فهم المعلومات المجردة والاحتفاظ بها واسترجاعها، لذلك تزايد الإهتمام بتعليم هؤلاء الأطفال وفقا للنظريات المعرفية وكذلك استراتيجيات ماوراء المعرفة، والتي تتضمن الاستراتيجيات اللازمة للتعلم الأكاديمي، التصنيف، والمراجعة، والتقييم، والتنبؤ.( عبد العزيز الشخص، سيد جارحي،2011: 29،30) ،وقد وجد أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لا يمكنهم استخدام إستراتيجيات التفكير بشكل عفوي، كما أنهم غير قادرين على تكييف سلوكياتهم كما يفعل التلاميذ العاديون وذلك لافتقارهم لمهارة تنظيم الذات ،مما دعت معه الحاجة لتعليمهم استراتيجيات تفكير تسهل الإستيعاب لديهم كما تمكنهم من نقل أثر التدريب إلى مواقف تعليمية جديدة غير تلك التى سبق ومروا بها .
كما وجد أن أولئك التلاميذ يحتاجون لتعلم العديد من عمليات التفكير العليا (مهارات التفكير الميتا المعرفي Metacognitive Thinking Skills) التى تستخدم عند حل المشكلات وإتخاذ القرارات، ويتطلب ذلك النوع من التفكير معالجة المعلومات من خلال التحدث مع النفس عند التخطيط لأداء مهمة ومراجعة تنفيذ الخطة أي أنه يشمل التخطيط والمٌراقبة أثناء التنفيذ ، وأن التدريب على تلك المهارات يعلم ويؤهل الطفل للتغلب على أبرز المعوقات التى تواجهه في بداية مرحلة الدراسة كصعوبات التعلم الأكاديمية بشكل عام وصعوبات الرياضيات بشكل خاص. (فتحي جروان ،2002 :52)
وبما أن الوظائف التنفيذية بمكوناتها المختلفة تمكن الفرد من التفكير التحليلي المنظم وتحديد الهدف وتمكنه من وضع خطة لأداء مهامه بكفاءة كما تمكنه من تنظيم بيئته وأدواته للوصول للهدف المطلوب كما تمكنه من كف الإستجابات غير الملائمة والتحكم في توقيت بدء تنفيذ المهام وتمكين الفرد من الانتقال من نشاط لأخر بسهولة ومرونة وتمكنه من استرجاع ما يعرفه من معلومات سابقة لتطبيقها في أي موقف جديد يواجهه وكذلك تمكن الفرد من مٌراقبة ذاته ومراجعة أدائه وتصويب ما قد يكون فيه من خطأ للوصول لأفضل أداء للمهام ؛لذا يمكن اعتبار تدريب الخلل في مكوناتها –أي الوظائف التنفيذية – مدخلاً لعلاج صعوبات التعلم بوجه عام وصعوبات تعلم الرياضيات بشكل خاص (Galtiers, C.Thomas,2012: 124).