التنمية المهنية للقيادات الادارية التربوية :"اتجاهات معاصرة"
تأليف : راتب سلامة السعود ابراهيم علي حسنين
تهدف الإدارة التربوية إلى تحقيق الأغراض التربوية تحقيقا فعالا، من خلال اهتمامها بالعناصر البشرية والمادية، والعمل على تحقيق أهداف العمل والعاملين في آن واحد. كما عدت الإدارة التربوية ميدانا مهما من ميادين الدراسات العلمية الحديثة وليدة القرن العشرين، وإن كانت الممارسة الفعلية لها قديمة تعود إلى بداية الحضارة الإنسانية. وقد تطورت النظرة إلى الإدارة التربوية بشكل كبير نتيجة إضفاء الصبغة العلمية عليها، والنظر إلى الإداري على أنه صاحب مهنة، فضلا عن استخدام النظريات والنماذج في دراسة الإدارة بوصفها ظاهرة سلوك، وأداء، وتفاعل اجتماعي، وعلاقات إنسانية، مما يمكن القائمين عليها من أداء مهماتهم على الوجه المطلوب، وبالشكل الذي يضمن تحقيق أهداف المؤسسات التربوية وأهداف المسؤولين عن إدارتها. لقد تركز اهتمام الباحثين ورجال الإدارة التربوية، منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين المنصرم، على ضرورة تحول الإداري التربوي بشكل عام، ومدير المدرسة بشكل خاص، من إدارة التسيير إلى قيادة التغيير، والانتقال برجل الإدارة التربوية من حالة الادارة التقليدية الساكنة إلى مصاف القيادة المبدعة. وفي هذا المجال، فإن كثيرا من الباحثين يرون أن حيوية المنظمات بعامة، والمنظمات التربوية بخاصة، ومدى استعدادها لانجاز المهام الموكولة إليها، ترتبط إلى حد كبير بطبيعة القيادة التي تهيمن على المقدرات البشرية والمادية لهذه المنظمات، وعلى قدرتها على تنسيق الجهود لضمان تحقيق الأهداف. وينظر إلى القيادة بشكل عام على أنها عملية تأثيرية، تسعى إلى التأثير الأفراد، كي ينجزوا ويطوروا ويغيروا . والإداريون الذين لا يتمتعون بالسمات القيادية غالبا ما يميلون إلى الحفاظ على الوضع الراهن، والى تسيير الأعمال دون