علم اجتماع السياسة
تأليف موريس دوفرجيه
ترجمة : سليم حداد
يتوجه هذا الكتاب إلى كل الذين يريدون التعرف على إمكانيات وحدود التحليل العلمي للسياسة، إنه يساعد في التعرف الأولي على مختلف مظاهر المعرفة العلمية للمجتمعات وفي ربطها الواحدة بالأخرى وفي تحديد موقع السياسة في الكل الإجمالي الذي لا يمكن فصلها عنه، فهو مخصص بصورة رئيسية للطلاب الحقوقيين الذين يسمح لهم بتحديد موقع تعليم المؤسسات السياسية والقانون الدستوري في الإطار السوسيولوجي، كما يتوجه إلى طلاب مؤسسات الدراسات السياسية، الذي يمكن أن تساعدهم على إعادة وضع مختلف جوانب الظاهرات السياسية، كما يعني أيضاً طلاب الدراسات العليا في العلوم الاقتصادية والإدارة الاقتصادية والاجتماعية والعلوم الإنسانية الذين يشكل بالنسبة لهم العنصر الأساسي لتعليم علم السياسة.
يتضمن هذا الكتاب تسعة فصول: الفصول الثلاثة الأولى كُرِّست للمقولات المؤسسة التي بدونها لا يكون لعلم الاجتماع السياسي موضوع: السلطة (الفصل الأول)، الدولة (الفصل الثاني)، المنظومات والنظم السياسية (الفصل الثالث). وهي تتتالى وفقاً لمنطق بسيط تبدو فيه الظاهرة السلطوية، في كل مرحلة، في تعقّد إجتماعي متزايد. أما محور الفصل الرابع وحتى التاسع فبني وفق منطق حصر معاكس. ونعني بذلك أن هناك تركيزاً تدريجياً على سياقات وفاعلين ذوي صفة نوعية خاصة سياسياً: التكيّف الاجتماعي (الفصل الرابع)، والعمل الجماعي (الفصل الخامس)، ثم المشاركة السياسية (الفصل السادس)، وأخيراً الأحزاب (الفصل السابع)، والممثلون والحكم (الفصل الثامن)، والمهنة السياسية (الفصل التاسع). وعلى مستوى مختلف كلياً، يوجد الفصل الأخير: "وصف الواقع أم بناؤه؟". وتبريره يُستمد من أنّ أصالة الخطاب العلمي بالنسبة للخطب الأخرى الممكنة عن "السياسي" تكمن في التساؤل بشكل منظَّم عن الشروط المنهجية لصحته. إننا لم نُرد إذن الفصل بين تقديم الأجوبة والتأمل في طريقة طرح الأسئلة. وأخيراً وضعنا في نهاية المجلد بعض المصطلحات الأولية المصحوبة بشروحات موضوعية لها.