اضطرابات التواصل اللغوي - التشخيص والعلاج
المؤلف: د. هلا السعيد
الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية
يعتبر كتاب (( اضطرابات التواصل اللغوي )) ضمن سلسلة مألفات الدكتورة هلا السعيد في التربية الخاصة حيث يهتم بموضوع بالغ الاهمية وهو اللغة والنطق والكلام حيث تعد اللغة عامل مهم في القدرة على الاتصال وعلى التوافق ، وفي النمو العقلي والفكري والاجتماعي والنفسي والتربوى. ومن المعروف أن اللغة تمثل الخاصية أو المظهر المميز الذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات , فهي عامل مهم في تواصل الإنسان والتعبير عن جميع احتياجاته الخاصة والعامة , وفي التعبير عن المشاعر والأفكار والاحتياجات , وفي تبادل المعلومات مع الآخرين والتعامل معهم. لذا يصبح من المهم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتعرف والكشف المبكر عن شتى أنواع اضطرابات التواصل , ومن هذه المشاكل التواصلية اضطرابات النطق واللغة والصوت والطلاقة والتي ترتبط بالعوامل العضوية والاجتماعية والنفسية, والتي هي محصلة التفاعل بين عوامل البيئة والوراثة. ويرتبط النمو اللغوي بسلامة الجهاز العصبي وأجهزة النطق وجهاز السمع والذكاء والمقومات الثقافية والاجتماعية والبيئية المحيطة بالطفل. إن الطفل في تعلمه النطق يتطور من الأصوات المبهمة إلى الكلمات ذات المعنى والمدلول اللغوي, وتعلم النطق عمل شاق وطويل ومعقد , ويكون الطفل في المهد غير مستعد من الناحية الفسيولوجية لمثل هذا التعلم خلال السنة الأولى من حياته , غير أن الطبيعة تمده بصور بديلة للاتصال لاستخدامها حتى يصبح قادراً على الكلام . والطفل يجد متعة كبيرة بإخراج هذه الأصوات , وهو سعيد بهذه الأصوات , وتعتبر هذه الأصوات نقطة البداية في تعلم الكلام , وبمرور الزمن والسنوات تظهر لدى بعض الأطفال إضطرابات في اللغة والكلام. ولتفسير هذا الإضطراب نحتاج إلى التعريف به والتفرقة بين اللغة والكلام والتواصل ومن ثم معرفة أسبابه والعلاج. وهذا ما يشكله الكتاب وقد حاولت الكاتبة في كتابها المتواضع من وضع بعض المشاكل النطقية والكلامية والصوتية مع المحاولة والإجتهاد الفردي بوضع العلاج المناسب ( بالتدريبات ) وذلك من الخبرة التي اكتسبتها بالتعامل مع الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نطقية للمنتسبين في مركزها ( مركز الدوحة العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة ) في دولتها قطر , ومن خلال دراستها , محاولة جادة لمساعد كل من المتخصصين والمعلمين وأولياء الأمور وكل من يتعامل مع الطفل ذوي الإضطرابات النطقية. وقد ركزت الدكتورة هلا على أولياء الأمور لأنها واحدة منهم تشعر بمشاعرهم وأحزانهم وأفراحهم , وتحاول اجاد الطريقة الصحيحة لكيفية مساعدتهم , وبذلك يلاحظ بأن من يقوم بقراءة أي واحد من مؤلفاتها يستطيع أن يتواصل ويتعامل مع طفله دون تخوف , وايضاً يستطيع أن يصل إلى خفايا أي تخصص من التخصصات السابقة , و تكون الكاتبة قد حققت هدفها المنشود من كل كتاب وتكون قد ساعدت ( أولياء الأمور) بالوصول لكيفية مساعدة أطفالهم دون القلق على مستقبل أبنائهم واتمنى أن يكون هذا العمل نبراساً يساعد كل من له طفلاً يعاني من الإضطرابات النطقية والكلامية وأن ينال إعجابكم وتقديركم.