مربع البحث

العقوبات المدرسية - بحث ميداني

العقوبات المدرسية - بحث ميداني



تأليف : محمد ابراهيم كاظم
نشر : الأنجلو مصرية


مقدمة الكتاب

يوجد في كل مجتمع أنواعا كثيرة من العقوبات التي تبيحها أو تمنعها القوانين والعادات والتقاليد ، ويختلف نوع العقاب وشدته باختلاف تصرف الإنسان في موقف معين تبعاً لدرجة أهمية الموقف ومدى الخطر الذي يواجهه ، ولكن من المبادىء الهامة ألا توقع عقوبة على الفرد قبل دراسة الظروف المحيطة بالموقف الذى صدرت فيه المخالفة دراسة دقيقة والتأكد من قرائن هذه الظروف ومعرفة أن الفرد قد خالف النظام الاجتماعي السائد ؛ وعلى هذا الأساس يصدر الحكم على سلوكه.

وليس من المفروض أن يكون الإنسان قاسيا في علاقاته مع أفراد جماعته فإذا كان قاسيا وقعت عليه العقوبة ليعدل من تصرفاته ويصبح عضوا مقبولا في جماعته - ولكي يتكيف الفرد مع المجتمع الذي يعيش فيه يتعين عليه أحيانا أن تحد حريته وتصرفاته وأن ينظم رغباته وإن ترتب على ذلك عدم إشباع بعض هذه الرغبات مما قد يدفع إلى المقاومة التي على الفرد أن يتقبلها لكي يتكيف مع الموقف لصالح النظام والمجتمع الذي يعيش فيه .

فالعقاب - إذن - إجراء يتخذ ضد الفرد بسبب سلوك معين صدر منه أو لمنعه مما قد يصدر عنه من سلوك للمحافظة على نظام المجتمع وكيانه . وباختصار فالعقاب هو الوسيلة التي تتخذ ضد من يخالف نظام الجماعة للمحافظة على كيان المجتمع

وإذا اعتبرنا التعليم عملية تربوية هدفها الأساسى نمو الفرد نمواً سليما مما يستلزم تدريب الأطفال للتكيف مع المجتمع أمكن اعتبار المدرسة مؤسسة اجتماعة مهمتها أداء هذه العملية التربوية .

هذه المؤسسة يقع عليها عبء تربية النشء وتعليمه بالتعاون مع الأسرة وغيرها من المنظمات الاجتماعية في ظل النظام المتعارف عليه في المجتمع ولذلك فلا بد أن تتأثر المدرسة بمدى النظام الاجتماعي وتؤثر فيه .

ولكي تنجح المدرسة في القيام بمهمتها لابد أن يكون لها نظما وتقاليدا خاصة بها مستمدة من المجتمع الكبير ، وبذلك أصبحت المدرسة مجتمعا صغيرا له نظمه وتقاليده التي لا تختلف في أساسها عن النظم والتقاليد للتعارف عليها في المجتمع . 

ولما كان توقيع العقاب على كل من يخالف نظام المجتمع وتقاليده من المبادىء الهامة التي تفرض حفظا لكيان المجتمع فإن المدرسة كمجتمع صغير له نظمه وتقاليده أيضا يجب أن تأخذ بمبدأ توقيع العقاب - بصرف النظر عن على من يخالف نظم المدرسة وتقاليدها سواء كان ذلك مفروضا بقانون أو مجاراة للعرف ؛ على أن العقاب هو إحدى وسائل المدرسة لتحقيق أهدافها وليس قاعدة مطلقة.

ومن هنا أصبح توقيع العقاب في المدارس ، مبدأ متعارفا عليه وأخذت المدارس في ممارسته كحق من حقوقها للمكتسبة . واتسع نطاق توقيع العقوبات المدرسية وأساءت بعض المدارس استعمال هذا الحق ولجأت إلى توقيع العقوبات البدنية مثلا مما ترتب عليه كثيراً من المشكلات بين التلاميذ وأولياء الأمور والمدارس ...


رابط الكتاب

للحصول على الكتاب 👈 اضغط هنا



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-