التفكير الجانبي
تأليف : إدوارد ديبــونــــو
ترجمة: نايف الخوص
مهما تقدمت وسائل التواصل بين الشعوب، ومهما ارتقت المترجِمات الإلكترونية لن تستطيع نقل الأفكار من لغة إلى لغة بكامل دفئها ووقعها النفسي. قد يستطيع المترجم الآلي أن ينقل نصًا علميًا بحتًا دون المساس بمدلولاته رغم ما يظهر عليه من ببغائيةٍ لغويةٍ. أما النصوص الأدبيه، وأرقاها الشعر، فمن المستحيل نقلها من لغة لأخرى إلا عبر عقل بشري ملمٍ باللغتين بما تحملهما من جوانب حضارية. لقد وجدتُ في هذا الكتاب تحديًا من هذا النوع، فتُقتُ إلى ترجمته. إنه نص يطير فيه الكاتب بين الورود مثل الفراشة التي قدمت لنا رقصةً عشوائيةً في مخططها، ارتجاجيةً في حركاتها الصغيرة حتى أصبحت متابعتها مرهِِقة إن لم تكن مستحيلة بالنسبة للقارئ الأجنبي.
لجعل هذا النص سلسَ القراءة مريحَ المتابعة عمدت إلى التخفيف من الارتجاجات عند المنعطفات كي لا أحمِّل القارئ العربي عناء المتابعة وملاحقة الاحتمالات. كما حرصت على نقل روح النص برقصهِ العشوائي خاصة أنها عشوائيةٌ مقصودةٌ من قبل الكاتب. وهكذا كانت مهمتي أشبه بإعادة التصنيع. وربما كانت إعادة البناء أصعب من البناء أحيانـًا.
أخي القارئ، لهذا السبب سترى نفسك أمام تساؤلات سرعان ماتجد الجواب عليها كلما تقدمت في قراءة النص وهذا ما تركته من عناء متابعةِ الفراشةِ في اللغة الإنكليزية.
أما عن حضور الكاتب وتأثيره على المستوى العالمي وأهمية كتاباته في مجال التربية وعلم النفس فهذا أمر لا أود الحديث عنه لأنه دعاية قد تكون تجارية ما لم يلمس القارئ قيمة الفكر المطروح في ثنايا هذا النص.