قضايا سيكولوجية
تأليف : يحيى الأحمدي
تشهد مجتمعاتنا العربية بعامة والمجتمع المصري بخاصة , في العقود الأخيرة من هذا القرن تطورا ملحوظاً في المجالات المختلفة , خطا بهذه المجتمعات خطوات واسعة نحو التقدم التكنولوجي والرقي الفكري والتحضر الإنساني أوصلته إلى حال تفوق بكثير ما كان عليه أمرها منذ خمسين عاما فقط.
غير أن هذا التطور والتقدم والرقي على الإنسان المتحضر أن يدفعها .ولقد فرض هذا على علماء النفس ان يطرقوا أبوابا بكراً لم تكن يوماً وجهتم يدرسوا موضوعات لم تكن ابدا محور دراستهم وذلك حتى يتمكنوا من معرفة المزيد هذه المشكلات التي أحدثها التطور بخيره وشره .ولحسن الحظ أنهم توصولوا في كثير منها إلى نتائج ذات شأن يمكن أن تتخذ سبيلا للتعامل مع أغلبها , ولم يبق بعد ذلك الا أن ينقب القارئ المتخصص عن حلول لمشكلات دراساته أو مرضاه بين كتب ومراجع على النفس على كثرتها وتعدد فروعه , أو أن يقدم علم النفس حلوله الجاهزة - المأخوذه من فروعه المختلفة - للقارئ غير المتخصص , عل ذلك يحقق بعضا من الرضا والسعادة والرفاهية لكل من الفرد والمجتمع.
ولأن طالب الجامعة يقف على ناصية الموقع , بين الأمرين , مادة تصلح للتنقيب فيها عن الأفكار والرؤى التي يمكن أن تؤدي إلى حلول , ومادة تصلح للتنيقب فيها عن الأفكار والروئ التي يمكن أن تؤدي إلى حلول , ومادة تحتوي حلولا جاهزة يمكن استخدامها بمجرد الإنتهاء من قرائتها.
ولقد عقد 1970 مؤتمر في الولايات المتحدة الأمريكية عن " مستقبل علم النفس والجامعه " وانتهى في الكثير من توصياته إلى ضرورة تكوين الطالب الجامعي بحيث تكون له قدم في مجال البحث التجريبي والمعملي البحت , بينما قدمه الأخرى تكون مغروسة في الواقع الإجتماعي , لكي يتمكن من التعرف على كيفية التعامل مع المشكلات الإجتماعية , كالجريمة واختيار المهنة والإغتراب وعمل المرأة ,,, وغيرها , والوقت ذاته فأن من شأن هذا الإلتحام بالواقع أن يضفي على التخصص المهجي مذاقا من نوع خاص , كما شأنه أن يساعد على ضبط ردود الفعل الإجتماعية هذا الضبط الذي يلعب \ورا هاما في تيسير أو تعويق حركة العلم وتطويرها.
إن هذه الدعوة وما تلاها من أراء وأفكار وتوصيات أخرى في مؤتمرات مماثلة , تؤكد على ضرورة ربط علم النفس بالوقع المجتمعي بسلبياته وإيجابياته , حيث لا معنى للعلم ما لم يكن مضطلعا بقضايا الناس , يقدم لهم الحلول ثم يعود للمعمل بالمعوقات فيذللها , ثم يعود للواقع فيستنطقه وهكذا.
إن هذا الكتاب هو محاولة متواضعة في هذا الإتجاه الذي يتبناه المؤلف , لتحقيق قدر أكبر لطلاب الدراسات العليا من الثقافه النفسية , وإمتلاك سبل التعامل مع المتغيرات الحياتية التي تحيط بهم وبمجتمعاتهم , عله يمكنهم من الإسهام بفعالية في رفعه شأن هذا الوطن الذي يعيشون فوق أرضه.