مربع البحث

كتاب مدخل إلى إضطراب التوحد والإضطرابات السلوكية والإنفعالية

مدخل إلى إضطراب التوحد والإضطرابات السلوكية والإنفعالية

سلسلة غير العاديين

تأليف : عادل عبد الله محمد
نشر : دار الرشد



مقدمة الكتاب

تشهد فنات ذوي الاحتياجات الخاصة وفئات ذوي الإعاقات على وجه التحديد اهتماما غير مسبوق في وقتنا الراهن حيث وجدنا من ينادي بحقوقهم التي لم نكن نسمع بها كثيرا من قبل، وصدرت مواثيق وأحكام تؤكد ذلك، بل وتفرض ضرورة الحصول على تلك الحقوق . كما صدرت قوانين تنص على مثل هذه الحقوق، وتحددها، وتفرضها . 

كما وجدنا من يحاول دوما أن يحسن في الخدمات المنظمة لهم، ومن يعمل على الوصول بها إلى الجودة المطلوبة، ومن يعمل على تحقيق القدر المناسب من جودة الحياة بالنسبة لهم.

ومن جهة أخرى فإننا نجد فضلا عن ذلك أن الهيئات الرسمية كالجمعية الأمريكية لعلم النفس American Psychological Association APA قد حذرت صراحة من التحيز ضد فئات ذوي الإعاقات قولا او فعلا؛ فوجدناها توصي بضرورة أن نتعامل معهم أولا على أنهم أطفال، ثم على أنهم معوقين بعد ذلك وهو ما يظهر في الكتابة باللغات التي تستخدم الصفة قبل الموصوف كاللغة الإنجليزية . 

وبالتالي فقد أضحت تستخدم مثلا مصطلحا مثل children with autism بدلا من autistic children وهكذا الحال بالنسبة للفئات الأخرى إذ نقول children with behavioral or emotional disorders

كما انها ايضا قد أوصت بعدم اللجوء إلى أو استخدام مصطلحات من قبيل " غير العاديين " أو "غير الأسوياء " للدلالة على هذه الفئات وذلك في مقابل أقرانهم " العاديين " أو " الاسوياء " أو ما إلى ذلك.

ولكنها توصي باستخدام مصطلح " الأطفال ذوي الإعاقات" children with disabilities في مقابل الأطفال الذين لا يعانون من الإعاقات children without disabilities ومن ثم يتم الجمع بين المصطلحين فنقول children with and without disabilities وهنا يمكن أن نستبدل كلمة disabilities بالإعاقة التي يتم تناولها كأن تكون مثلا اضطراب التوحد autism أو الاضطرابات السلوكية behavioral disorders أو الاضطرابات الانفعالية emotional disorders أو ما إلى ذلك .

ومن هذا المنطلق فقد حدث تطور آخر في مضمار الاهتمام بهذه الفنات وهو ذلك الأمر الذي يتمثل في الاهتمام بدمجهم مع أقرانهم غير المعوقين دمجا كليا full inclusion في مدارس التعليم العام بعد أن كان الأمر يقتصر في الماضي على الدمج الجزئي فقط والذي كان يستمر لجزء من اليوم، وليس اليوم بأكمله . 

وفي هذا الإطار فإننا ينبغي أن نؤكد على أن الأفراد ذوي الاضطرابات السلوكية لا يمكن دمجهم مع أقرانهم غير المضطربين في مدارس التعليم العام إذ أن دمجهم يمكن أن يؤدي إلى مشكلات لا حصر لها بدلا من أن يؤدي إلى حلول لما يشهده واقعهم من مشكلات .

وهناك في واقع الأمر مدارس خاصة باعضاء هذه الفئة تزداد تقييدا بزيادة حدة الاضطراب، وتقل تقییدا كلما قلت حدة الاضطراب او شدته، وعلى ذلك فإن مثل هذه البدائل تتراوح بين المدارس النهارية، والفصول القائمة بذاتها أو المستقلة، والمدارس التي تعمل بنظام الإقامة الداخلية أو حتى الإصلاحيات .

ويتناول الكتاب الذي بين أيدينا ثلاثا من هذه الفئات هي اضطراب التوحد، والاضطرابات السلوكية، والاضطرابات الانفعالية بحيث يتناول كلا منها في فصل مستقل ليصل بذلك إجمالي عدد فصول هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول . 

وفي هذا الإطار يتناول الفصل الأول اضطراب التوحد من حيث مفهومه، وأسبابه، والعوامل التي تساعد في حدوثه، ثم تشخيصه، وتقييمه . 

وبعد ذلك ننتقل إلى الصورة الكلية الشاملة لاضطراب التوحد، فالخصائص الأولية المميزة لذوي اضطرابات طيف التوحد، ثم نعرض للنظريات التي تتناول هذا الاضطراب، ونحاول أن نصل إلى نظرية موحدة من خلال ذلك يمكننا أن نحدد بموجبها تلك الأجزاء التي تتضمنها والتي يصير من شأنها أن تسهم في تناول المشكلة التي يمكن أن تصادفنا، وأن نصل من خلالها إلى حل مناسب قدر الإمكان لمثل هذه المشكلة وهو ما نوضحه في نهاية الفصل من خلال وجهة نظر حول تلك النظرية المقترحة.

ويتناول الفصل الثاني الاضطرابات السلوكية، ويبدأ بالتمييز بينها وبين المشكلات السلوكية . وننتقل بعد ذلك إلى تصنيف تلك الاضطرابات، وأهم أنماطها وأكثرها شيوعا وانتشارا والتي تتمثل في السلوك العدواني، وانتهاك القواعد وجناح الأحداث، والانسحاب الاجتماعي، والنشاط المفرط. 

ويعرض الفصل عقب ذلك التفسيرات النظرية المختلفة للاضطرابات السلوكية، فاسبابها، وتقييمها، ثم الخصائص النفسية والسلوكية للأطفال المضطربين سلوكيا، فرعاية الأطفال والمراهقين المضطربين سلوكيا، وتقديم التعليم اللازم لهم . 

أما الفصل الثالث فيتناول الاضطرابات الانفعالية مبينا مفهومها، وتشخيصها، وتقييمها، وأنماطها الأكثر شيوعا وانتشارا والتي تتمثل في الفصام ذي البداية المبكرة، والاكتئاب، واضطرابات القلق والتي تضم اضطراب الهلع، واضطراب القلق العام أو المعمم، واضطراب الرهاب أو الخوف المرضي، وانعصاب ما بعد الصدمة، واضطراب الوسواس القهري . 

وننتقل بعد ذلك إلى رعاية الأطفال والمراهقين ذوي الاضطرابات الانفعالية، وينتهي الفصل بعرض لأهم برامج التدخل المستخدمة معهم.


رابط الكتاب


حقوق الكتاب محفوظة لدار النشر
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -