نوعية الحياة لدى المرضى المزمنين وعلاقتها ببعض المتغيرات
رسالة دكتوراه
إعداد : رمضان زعطوط
يجب اعتبار التكفل بالأمراض المزمنة رهاناً اجتماعياً يتحدد بموجبه مستقبل السياسات الصحية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية و الثقافية وتمر حتماً بدراسات وبحوث معمقة ومبتكرة لهذه الظاهرة من وجهة نظر علماء النفس و الاجتماع.
لقد اعتمد الأطباء والباحثون النفسيون الاجتماعيون وعلماء الاجتماع على مؤشرات موضوعية في مقاربتهم لهذه الأمراض مثل نسبة الوفيات ومدى الانتشار وظهور المضاعفات الخطيرة، وأيام الحياة التي يعيشها المريض دون مضاعفات والتكفل العلاجي ومدة الإقامة المتكررة في المستشفى والضمان الاجتماعي، وظروف الرعاية الصحية التي يحظى بها المريض المزمن، إضافة إلى المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، غير أن تلك الدراسات لم تركز على وجهة نظر المريض وتقييمه لكل المتغيرات وكذا مستوى الرفاهية وشعوره بالرضى على حياته، أو ما أصبح يعرف حاليا بنوعية الحياة quality of life.وهو مفهوم متعدد الأبعاد يتضمن وجهة نظر المريض المتعلقة بتقييمه العام لنوعية حياته بما فيها الجوانب الجسدية، والنفسية والاجتماعية والروحية(Kinght et Mytko, 1999).
وخلافاً للفلاسفة، لم يهتم علماء النفس الاجتماعي بطبيعة نوعية الحياة لدى الأفراد بل بتصور كل إنسان لنوعية حياته حيث ركزوا على مفاهيم السعادة والرفاهية، والإشباع والتوافق الاجتماعي وأخيراً نوعية الحياة كما ركزوا على المكونات الوجدانية والمعرفية للسعادة والرفاهية وكذا العوامل المؤثرة فيها (Fischer, 2002) ..