التفكير الابتكاري والإبداعي .. طريقك إلى التميز و النجاح
تأليف : مدحت محمد أبو النصر
إن القدرة على الابتكار والإبداع والاختراع نعمة من نعم الله، وهبها الله سبحانه لنا جميعًا. إنها قدرات عقلية مهمة نولد بها، وإن كانت بدرجات متفاوتة لدى كل منا. لقد أصبح الاهتمام بالابتكار ضرورة تحتمها طبيعة العصر الحديث؛ ويرجع ذلك إلى أهمية الابتكار في كل مجالات الحياة، وإلى دور المبتكرين في تغيير التاريخ وإعادة تشكيل العالم أو الواقع. وتتنافس الدول المتقدمة فيما بينها لتشجيع الابتكار ورعاية المبتكرين، بينما الجهود المبذولة في الدول النامية (ومنها الدول العربية) في هذا المجال ما تزال قليلة ومحدودة. إن الإبداع قد لعب دورًا بارزًا في تاريخ الجنس البشري؛ حيث إنه يبدأ بإصرار المبدع على تحطيم الحقيقة المعاصرة بتقديم شيء جديد، وأن معظم الابتكارات تقوم على أفكار بسيطة، فالمبدعون هم الذين يصنعون التاريخ ويحافظون على العلم في حركة دائمة؛ لأن القدرة على الإبداع هي إحدى القدرات العقلية المهمة التي نولد بها ولدينا درجات متفاوتة منها، وهي من أهم القدرات التي يجب أن تحظى بالعناية والرعاية والاهتمام؛ لأن المبدعين هم الذين غيَّروا وجه العالم، ولا يوجد مجتمع إنساني حقق تقدمًا وازدهارًا في ميادين أنشطته المختلفة وتعامل بكفاءة واقتدار مع مشكلاته وموارده إلا بفضل مبدعيه. وعلى الرغم من أن الابتكار يمثل حقيقة الوجود الحضاري للإنسان منذ أن خلقه الله على هذه الأرض، إلا أن بحث الظاهرة الابتكارية بالشكل العلمي جاء متأخرًا إلى حد كبير.