تأليف : سيتوارت هـ. هولس - هوارد أجث - جيمس ديز
ترجمة : فؤاد عبد اللطيف أبو حطب - أمال أحمد مختار صادق
مراجعة : عبد العزيز القوصي
نشر : دار ماكجروهيل للنشر
1994
وصف الكتاب
يشير الكتاب الذي بين يديك إلى البحوث التجريبية التي توحي بأن الفأر يسلك أحيانا كما لو كان قد تمكن من تجريد علاقة أو سمة من المحرك المكاني أو الزماني ككل فإذا كان العقاب من إدراك شكل مستدير والثواب من إدراك شكل مربع فإن الاستدارة أو المربعية هي التي تحسم التوقعات المثابة أو المعاقبة للكائن الحي.
معنى ذلك أن الحيوانات لا تستجيب للمثيرات أي مثيرات ولكنها تنتقی ولا تعبنجيب للمواقف اى مواقف ولكنها تستجيب بأسلوب علاقي ثم إنها تسلك كما لو كانت تكون فروضا وأنها تختبر هذه الفروض .
وفي الكتاب الذي بين يديك ما يدل على أن التعلم ليس ارتباط مثيرات بسيطة واستجابات بسيطة وليس مجرد ارتباط مثيرات مركبة واستجابات مركبة من وحدات أبسط منها وإنما التعلم توصل إلى ما يشبه القواعد المجردة . وقد أجرى علماء النفس ( هورنشتين ولفلاند ) تجارب تبين أن الحمام أمكنه أن يتعلم الاستجابة لصور من الآدميين دون صور أخرى .
وقد أجريا تجارب أخرى توحي بأن لدى الحمام قدرة على تعلم المفاهيم . وقد احرز الحمام الزاجل الأعاجيب أثناء الحرب العالمية الثانية وما قبلها كذلك أمكن تعليم القردة عن طريق التشفير وعن طريق تعلم استخدام الرمز وبذلك يمكن القول أن تعلم القردة نوع من اللغة أمر ممكن و معروف أن استخدام اللغة بصورها المختلفة يدل على أشكال الذكاء .
ويتطرق الكتاب للتعلم اللفظي ولعمليات الكسب والاحتفاظ ولمقدرة الإنسان على خلق علاقات تساعده على الحفظ فإذا كانت الاستجابة المطلوبة لكلمة تلميذ می رجل فإن المفحوص قد يقول لنفسه و عندما ينمو التلميذ يصير رجلا ، ويخلق علاقة أخرى الكلمة أخرى وبذلك يساعد نفسه على سرعة التذكر كما يخلق الانسان لنفسه علاقات تساعده على حفظ أرقام التليفون .
كذلك يتطرق الكتاب للذاكرة الحسية و السمعية والبصرية ) والذاكرة الأيقونية والذاكرة العلوية ، ويتطرق للنسيان وما يؤثر فيه ، ولأهمية العلاقة في عمليات التعلم والتذكر ، ومستويات التذكر ، ويعترف الكتاب مع كل هذا بأن محو الأثر الناشيء عن عمليات التعلم يمكن وصفه غير أنه لا يمكن تفسير ميكانيزماته فنحن نعرف الحفظ ونعرف الاسترجاع أما الاحتفاظ فنحن نكاد لا نعرفه .
وبذلك يكون الكتاب قد عالج أنواع التعلم في ابسط صورها وفي صورها الأكبر تعقيدا و ترکیبا ويكون قد عالج التعلم في صورة الآلية وفي صورة الاستبصارية العالية .