تربية الدماغ البشري وتعليم التفكير لـ عامر ابراهيم علوان
يوصف عالمنا اليوم بأنه تكنولوجي سريع التغيير تتضاعف فيه المعرفة البشرية خلال بضع سنين ، ما يفرض على الإنسان أن يثبت جدواه وسط هذه الأمواج من التكنولوجيات المتغيرة وتضاعف المعرفة والصمود أمامها ، لا بل التغلب عليها ، وذلك لا يتأتى إلا أن يعيش الإنسان حياة معرفية شاملة ، وأن يمتلك المعلومات كمعرفة تمكنه من حل ما يصادفه من مشكلات تتطلب منه بذل المزيد من العمليات العقلية الداخلية لحلها ، والتهيؤ لمزيد من اتخاذ القرارات لما يستجد من مشكلات أخرى ، وقد يتحقق له ذلك إذا ما تعرف إلى وظائف دماغه. ذلك العضو الساحر العجيب مما يساعده في توفير المعلومات الضرورية لتنظيم تعلمه وتجويد ذلك التعلم ، فضلا عن تنشيط ذاكرته من اجل تعلم نشط وفاعل ، وتكوين بيئة ساندة للتعلم خالية من العقاب والتهديد والنقد الجارح تستند إلى دور فاعل للإنسان المتعلم وتحمله مسؤولية تعلمه. إن الدماغ عضلة محتاجه للتدريب والمران بالشكل الذي يجعل منه منفتحا ومدفوعا للتعلم مما يوفر الفرص الكافية للمربين للكشف عن الطرائق الأكثر فاعلية لتدريب المتعلمين على التفكير والإبداع والتفوق للارتقاء بأداءاتهم العقلية إلى المستويات الأعلى مقارنة بما هو سائد في اغلب مؤسسات التعليم سواء أكانت أساسية أم عالية. وعلى المربين سد الفجوة الواقعة فعلا بين نتائج البحوث التي أجريت على الدماغ وبين واقع التربية حاليا كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، إذ أن معالجة المعلومات كما هو سائد حاليا في المدارس والجامعات قد تكون تطبيقات بسيطة للتداخل والتمازج بين التربية ووظائف الدماغ.