الجنس والصحة النفسية
تفاصيل الكتاب
تأليف : رشاد علي عبد العزيز موسىنشر : عالم الكتب
سنة النشر: 2008
نبذة عن موضوع الكتاب
ربما يتساءل البعض: هل يحق لنا الحديث بصراحة ووضوح عن الجنس؟ وهل من الجائز أن نتناول وظائفه، ومشكلاته، وانحرافاته، وأمراضه العضوية والنفسية والاجتماعية والأخلاقية المرتبطة به؟ أم أننا يجب أن نُدير ظهورنا لهذا الموضوع، كما تفعل الطيور التي تُغمر رؤوسها في الرمال هروبًا من الواقع؟!هذا التساؤل ليس مجرد سؤال عابر، بل هو قضية مجتمعية حاسمة تواجه الأسر والمربين والمؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية. ففي ظل غياب الحوار الصريح والهادف حول موضوعات الجنس والصحة الإنجابية والقيم الأخلاقية المرتبطة بها، يبقى الشباب ضحية الفراغ المعلوماتي، الذي تملؤه مصادر غير موثوقة، غالبًا ما تكون مدمرة للفكر والعقل والسلوك.
أزمة التناقض المجتمعي
إن المجتمع العربي ، بحكم طبيعته الثقافية ، يميل إلى التحفظ في الحديث عن القضايا الجنسية، ويضعها ضمن دائرة "المحرمات" التي لا ينبغي حتى مجرد الاقتراب منها. لكن هذا الحذر الزائد، في كثير من الأحيان، يتحول إلى رقابة قاتلة للوعي، وتتحول معه المحاولة لحماية الشباب إلى إهمالٍ خطير.فبينما يحاول الكبار إبعاد النشء عن هذه المواضيع، فإن الواقع يفرض نفسه عليهم من أبواب لم تعد خلفية، مثل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم ترويج صورة مشوهة للعلاقة الجنسية، تخلو من القيم، وتهتم فقط بإثارة الغرائز، وتحفيز الشهوات دون أي اعتبار للعواقب النفسية أو الاجتماعية أو الأخلاقية.
من يشكل وعي الشباب إن لم نكن نحن؟
السؤال الجوهري هنا هو: من الذي سيقوم بتوعية الشباب إذا لم نكن نحن، كأباء وأمهات، وكمسؤولين عن التربية والتعليم والرعاية الاجتماعية؟- هل نترك لأصدقاء السوء أن يكونوا مصادر المعرفة الأولى؟!
- أم نترك للمواقع غير الأخلاقية أن تقدم لهم صورة مشوَّهة عن العلاقة بين الرجل والمرأة؟!
ضرورة الحوار الهادئ والتوعية العلمية
يجب أن نبدأ منذ الصغر في تربية النشء على فهم أجسامهم، واحترام الآخرين، وفهم الفرق بين العلاقة الصحية والسلبية، وبين السلوك الطبيعي والمنحرف. وعلينا أن نتحدث بصراحة ولكن بحكمة، وأن نستخدم المصطلحات الصحيحة دون مبالغة أو تحريف، وأن نبني لدى الشباب حصانة نفسية وفكرية قادرة على تمييز الخبيث من الطيب.دور المؤسسات المعنية
ولا يقتصر الأمر على الأسرة فحسب، بل يتطلب تضافر جهود المؤسسات التعليمية، والدينية، والصحية، والإعلامية. فالمدرسة عليها دور كبير في تقديم مناهج شاملة للصحة الجنسية والإنجابية، وفق إطار أخلاقي وقيمي. والخطباء والعلماء عليهم مسؤولية كبيرة في توضيح المفاهيم الدينية المتعلقة بالنوع والزواج والعفة، بعيدًا عن الخطاب الراديكالي أو التبسيط المفرط.أما الإعلام، فله تأثير مباشر على الشباب، ولذلك فهو مطالب بأن يقدم محتوىً هادفًا يعالج القضية بعمق ومسؤولية، بعيدًا عن الاستفزاز أو التحفيز غير المشروع للشهوات.
الحديث عن الجنس ليس انحرافًا، بل هو ضرورة تربوية وصحية واجتماعية. والخوف من هذا الحديث لا يحمي الشباب، بل يعرِّضهم لمخاطر أعظم. علينا أن نواجه الواقع بصدق وجرأة، وأن نقدِّم للمجتمع، وخاصة لجيل الشباب، معلومات علمية سليمة، مبنية على الفهم الصحيح، ومرتكزة على القيم الأصيلة.
رابط الكتاب
لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا